Journée mondiale des pauvres 2020 © Vatican Media

البابا: سرّ الكاهن الذي كان يمسح الدموع بعذوبة

عظة يوم الفقراء العالمي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“إنّ أكبر فقر يجب مكافحته هو فقرنا في الحبّ… سفر الأمثال أثنى على امرأة تعمل وتكدّ بحبّ، وقيمتها تفوق اللآلىء”: هذا ما شرحه البابا فرنسيس مُعلّقاً على مَثَل الوزنات، والذي تمّـت قراءته خلال قدّاس البارحة الأحد 15 تشرين الثاني 2020، في اليوم العالمي الرابع للفقراء، والذي حمل عنوان “مدّ يدك للفقير”.

في التفاصيل التي نقلتها الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت، احتفل الأب الأقدس بالذبيحة الإلهيّة في بازيليك القدّيس بطرس، على مذبح القدّيس، بحضور حوالى مئة شخص فقط مثّلوا فقراء العالم أجمع.

وشدّد الحبر الأعظم في عظته على التصرّف الإنجيليّ حيال الفقير: “يجب تقليد هذه المرأة التي تبسط كفّها للمسكين (أم 31 : 20): هذا هو غناها. مدّوا يدكم لِمَن هو في العَوَز، بدلاً من المطالبة بما ينقصكم. وهكذا، ستُضاعفون الوزنات التي تلقّيتموها”.

وفي عظته أيضاً، أشار أسقف روما إلى أنّه “بدون الفقراء، لا نفهم الإنجيل”، وإلى أنّ “الخدمة تجعل المواهب تُثمر وتُعطي معنى للحياة”.

وعلى عكس الخادم الذي خاف وذهب لدفن وزنته، دعانا البابا فرنسيس إلى المخاطرة للبقاء “مُخلصين” مُصرّاً: “الرب يدعونا لنُعطي من ذواتنا بكرَم، ولنتغلّب على الخوف عبر شجاعة الحبّ، ولنتخطّى الكسل الذي يُصبح تواطؤاً. اليوم، وفي زمن الشكّ والهشاشة، دعونا لا نُبدِّد الحياة عبر التفكير في ذواتنا فقط وعبر اللامبالاة”.

في السياق عينه، أعطى البابا في عظته مثال الأب روبرتو مالغيسيني “الشهيد” الذي كان “يمسح الدموع بعذوبة، باسم الله الذي يُعزّي”، مُشيراً إلى سرّه اليوميّ: “أودّ أن أشكر خدّام الله العديدين الذين يعيشون حياتهم في الخدمة كالأب روبرتو مالغيسيني. لم يكن هذا الكاهن يطرح نظريّات، بل كان يرى يسوع في الفقير، وكان يرى معنى الحياة في الخدمة ويمسح الدموع بعذوبة، باسم الله الذي يُعزّي… كانت الصلاة بداية يومه كي يستقبل موهبة الله ووزنته؛ منتصف نهاره كان أعمال المحبّة ليُثمر الحبّ الذي تلقّاه، ونهايته شهادة على الإنجيل. هذا الرجل فهم أنّه عليه أن يمدّ يده للفقراء الذين كان يلتقيهم يوميّاً، لأنّه كان يرى يسوع في كلّ واحد منهم”.

وختم البابا عظته مُقترِحاً على المؤمنين “نِعمة الطلَب” قائلاً: “فلنطلب نعمة ألّا نكون مسيحيّين بالكلام فقط، بل بالأفعال أيضاً، كي نكون مُثمرين، كما يريد يسوع ذلك”.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأب روبرتو (51 سنة) طُعِن من قبل مشرّد في 15 أيلول الماضي، وكنّا قد تناولنا الحدث في مقال سابق، بالإضافة إلى تناولنا أيضاً خبر إرسال البابا المسؤول عن أعماله الخيريّة لترؤس مراسم دفنه، واستقباله عائلة الكاهن في الفاتيكان.

أمّا بعد ظهر البارحة، فقد غرّد البابا على صفحته على موقع تويتر قائلاً: “مدّ يدك لِمَن هو في العوز، بدلاً من المطالبة بما ينقصك: هكذا، ستُضاعف وزناتك (مت 25 : 14 – 30)”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير