“كان هذا اختباراً داخليّاً من الشراكة مع جميع الضحايا الأبرياء الذين يجدون أنفسهم مرميّين فجأة في واقع لا يمكن تخيّله”: بهذه الكلمات، وصف الأب بييرلويجي ماكالي (المُرسَل الإيطاليّ الذي اتُّخِذَ رهينة في النيجر وحُرِّرَ في 8 تشرين الأول الماضي) سنتَيه اللتَين أمضاهما في الأسر.
في مقابلة أجراها معه موقع “فاتيكان نيوز” في 11 تشرين الثاني، شرح ماكالي أنّ الفرصة تسنّت له “لعَيش الصمت الكبير والدخول في عمق مختلف ورؤية رسالتي وحياتي بأفق مختلف”، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ في زينيت.
من الجدير بالذكر أنّ البابا فرنسيس كان قد استقبل الأب ماكالي صباح الاثنين 9 تشرين الثاني (وقد تناولنا الموضوع في مقال سابق). خلال اللقاء – ودائماً بحسب المقابلة – أخبر الكاهن الحبر الأعظم كيف أنّه شارك في قدّاس العنصرة الذي نقله “راديو فاتيكان” عندما أعطاه الخاطفون جهاز راديو: “كانت لحظة شراكة، وأشكر الروح القدس الذي أوصل أثير الإذاعة إلى الصحراء. في غمزة عين، كان الله يقول لي: أنا هنا، ولستَ في النسيان. كان الأمر رائعاً إلّا أنّ كلّ شيء توقّف فجأة ولم أتمكّن من الحصول على البركة. أخبرتُ البابا بهذا خلال لقائنا فأجابني: “لا تقلق، سأمنحك وعائلتك بركتي”. إذاً، انتهى قدّاس العنصرة هنا في روما خلال لقائي مع البابا”.
كما وأشار الكاهن إلى أنّ إيمانه هو الذي دعمه خلال فترة احتجازه: “لم يكن لديّ دعم. أنا الكاهن لم يكن لديّ إنجيل ولا كتاب صلاة ولا قدّاس، لكنّني سلّمت ذاتي للرب وقلت له “أقدّم لك ما لديّ، أقدّم لك حياتي”. أعتقد أنّه يمكنني القول إنّ الأمر كان صعباً، لكنّ إيماني أصبح أقوى خلال هذه التجربة”.
وأشار المُرسَل إلى أنّه اختبر أيضاً “لحظات من فقدان العزيمة” قائلاً إنّه اختبر “الليل الحالك وصمت الله”. “كان بإمكاني الصراخ مع يسوع “إلهي، لمَ تركتني؟” لكن كنت أعرف أنّه إلى جانبي”.
وذكّر الأب ماكالي كلّ مَن يختبرون حاليّاً المعاناة بسبب الصراعات والوباء أيضاً أنّنا “نرى دائماً مرور الله في وقت لاحق. أنا أيضاً بدأت الآن أرسم مرور الله في حياتي بعد أن عشتُ هذا الاختبار… بعد الصليب، هناك القيامة. وبعد اللحظات الصعبة، تسطع الشمس دائماً لتزوّدنا بالنور والعزاء. فلنُحافظ دائماً على الرجاء ولنثق بالله الذي لا يترك أولاده أبداً”.