vatican media

ساعة سجود عالميّة يوم غد السبت واختبار مع القربان

كاهن يتحدّث عن أهميّة القربان في حياة المؤمن

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

سيتمّ تنظيم سجود قربان دوليّ يوم السبت 21 تشرين الثاني 2020، استعدادًا للمؤتمر القرباني الدوليّ في بودابست الذي سيجري من 5 أيلول حتى 12 منه في العام 2021، بسبب الوباء.

يمكن التسجيل عبر الانترنت، بشكل فرديّ أو جماعيّ، أو ضمن جماعة أو ضمن أبرشيّة، على الموقع المخصص “لهذا السجود العالميّ”.

في هذا الإطار، تحدّث الأب كورنيل فابري وهو كاهن من أبرشيّة كابوسفار (هنغاريا) منذ 20 عامًا وعضو في جماعة عمانوئيل، وهو أمين عام المؤتمر القربانيّ الدولي الثاني والخمسين، في مقابلة أجرتها معه وكالة زينيت وهو يشهد كيف هو بنفسه جذبه حبّ الإفخارستيا، عندما كان يبلغ 22 عامًا ويفسّر كيف يمكن التسجيل لمواكبة هذا الحدث.

زينيت: ماذا سيحدث في 21 تشرين الثاني؟

الأب كورنيل فابري – في 21 تشرين الثاني، وللمرّة السابعة، ندعو العالم إلى سجود وصلاة عالميّة على نيّة بعضنا البعض. يندرج هذا الحدث ضمن إطار التحضير للمؤتمر القربانيّ الدوليّ الثاني والخمسين الذي سيجري من 5 إلى 12 أيلول 2021. وكما ذكرتُ للتوّ، إنها المرّة السابعة التي ندعو فيها العالم أجمع إلى الصلاة، بالأخصّ مثل الأوقات التي نعيشها، فالصلاة لها أهميّة كبرى.

كيف بدأ ذلك؟

في العام 2017، خلال السنة الأولى للتحضير للمؤتمر، راودتنا فكرة دعوة المجريين إلى الصلاة معًا ليلة عيد يسوع الملك. وقد تفاجأنا برؤية 18 بلدًا يشاركون في هذا السجود. ثمّ، قمنا بتنظيم سجود آخر، يوم السبت في عيد الربّ، ومنذ ذلك الحين، ننظّم مرّتين في العام هذا السجود. لقد أنشأنا موقعًا على الإنترنت بثماني لغات لتسهيل التسجيل. ولقد لاحظنا أنّ الكثير من الناس يصلّون معنا طواعيّة. وبفضل موقع الإنترنت، نكتشف مدى انتشار اتحادنا بالصلاة. حتى إنه وصلتنا رسالة من الولايات المتحدة: كان كاهنان يصلّيان معًا، إنما كتبا لنا أنهما بالرغم من كونهما وحدهما إلاّ أنهم شعرا بالشجاعة والقوّة لمجرّد أنهما أحسّا بانتمائهما إلى جماعة أكبر.

كم بلغ عدد المسجّلين ومن أيّ بلدان هم؟

حتى اليوم، تسجّل أكثر من 3230 موقعًا في أقلّ من 94 بلدًا، من نيوزيلندا وكندا واليابان والتشيلي.

وأنتم، شخصيًا، كيف اكتشفتم يسوع القربان؟

ولدتُ في كنف عائلة كاثوليكية مؤلّفة من خمسة أولاد. كنا نذهب دائمًا إل القدّاس ونصلّي في المنزل، فكنت أتحلّى بالإيمان طبيعيًا. إنما يجب أن يتحوّل هذا الإيمان الذي ورثته من أهلي إليّ أنا شخصيًا. كنتُ أبلغ 22 عامًا عندما تحوّلتُ بفضل رياضة تحضيريّة استعدادًا للعنصرة. لقد اختبرتُ محبّة الله وفي الوقت نفسه تلقّيتُ الإجابة الصائبة لهذا السؤال: ما هي أكبر هديّة يريد الله أن يقدّمها لي؟ والجواب كان: هو بنفسه. ابتداءً من ذلك اليوم، رحتُ أتناول جسده كلّ يوم لألتقيه. لقد كان اهتداءً حقيقيًا، لأنه منذ ذلك الوقت، لم أعد أنظر إلى الكاهن الذي كان يحتفل بالقدّاس الإلهي وكيف يعظ، …. باختصار، لم أعد أنظر إلى “جماليّة” القداس بل جلّ ما كان يهمّني هو اللقاء بيسوع بفضل الكلمات التي كان يلفظها الكاهن وعمل الروح القدس، وكان ذلك في التسعينيات. ومنذ ذلك الحين، أصبح الاحتفال بالقداس واستقبال يسوع في قلبي هو عيد أتوّج به يومي. إنّ السجود هو امتداد للقداس. أحبّ السجود الجماعيّ كثيرًا، بكوننا أعضاء في جماعة عمانوئيل، إنما السجود الشخصي أيضًا الصامت، لأنني مقتنع بأنّ يسوع يريد أن يخاطبنا، لأننّا نعجز عن الإصغاء إليه في الصخب والضجة. في السجود الصامت، يمكننا الإصغاء إلى صوت يسوع، إنما يجب أن نخصّص له وقتنا.

يجب أن نقدّر هذا الوقت الذي نعيش فيه اليوم، بأننا نستطيع أن نذهب إلى القداس أو إلى الكنيسة. فكم يوجد شهود كبار عن الإفخارستيا في الأوقات الصعبة التي مرّت بها هنغاريا تحت الاضطهاد الشيوعيّ…

في الواقع، يمكننا أن نفكّر بالكهنة الذين سُجنوا على مدى أربعين عامًا في زمن الشيوعيّة، مضطَهَدين ومرحَّلين إلى الغولاج، على سبيل المثال. كان أحد الكهنة، وهو بندكتيّ اسمه بلاسيد أولوفسون، يحتفل بالقداس الإلهيّ في سريره يحمل كأسًا صغيرًا يصل ارتفاعه إلى 10 سنتم وكان يستخدم الخبز من دون خميرة أخذه من سجين يهوديّ، ويعصر الزبيب المنقوع في الماء. لنبذل قصارى جهدنا إذًا لنذهب إلى القداس ونتناول كلّ يوم القربان.

إنّ هذا السجود العالميّ هو مرحلة على درب المؤتمر الإفخارستيّ في بودابست: ما هي رسالة الكاردينال إردو؟

دعا الكاردينال بيتر إردو، رئيس أساقفة إيستيرغوم- بودابست إلى المشاركة في هذا “السجود العالميّ”، قائلاً: “عندما انتقل يسوع المسيح من بين تلاميذه بعد القيامة، أرسلهم إلى العالم ليعلنوا البشرى السارّة. لقد وعدهم بأنه سيبقى إلى جانبهم “طول الأيّام، حتى انتهاء الدهر”. إنه معنا بتعاليمه ونعمته وأسراره، إنما بالأخصّ، هو معنا في احتفال الإفخارستيا والقربان المقدّس المكرَّم خارج القداس.

نحن ندعو، يوم السبت 21 تشرين الثاني، ولمناسبة عيد يسوع الملك، كلّ واحد أينما كان إلى سجود عالميّ. في هذا الوضع الوبائي الذي نعيشه، حيث لا إمكانيّة بالاجتماع في كنائسنا، يمكننا أن نتّحد بالصلاة من منازلنا. لنشارك في هذه الساعة مع الجميع، بقدر المستطاع، انضمّوا إلينا مع رعيّتكم أو جماعتكم أو عائلتكم! لتكن ساعة السجود العالميّة المرحلة المقبلة في استعداداتنا للمؤتمر الإفخارستيّ الدوليّ الثاني والخمسين الذي سينعقد في بودابست وليساعدنا على الاختبار من جديد محبّة الله لنا، التي تحوّلنا!

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير