“الحياة هي زمن الخيارات القويّة والمصيريّة والأبديّة”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس الذي حثّ المؤمنين على “اختيار قرارات مهمّة وليس تافهة تؤدّي إلى حياة مبتذلة”، وذلك خلال عظته التي تلاها ضمن قدّاس احتفل به لمناسبة عيد يسوع الملك البارحة في 22 تشرين الثاني 2020.
ومِن أبرز ما قاله خلال عظة العيد الذي يختتم السنة الليتورجيّة: “لم نُخلَق لنحلم فقط بالعُطل أو بنهاية الأسبوع، بل لتحقيق أحلام الله في هذا العالم”.
كما ودعا الأب الأقدس في عظته التي نقلتها لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت إلى ممارسة أعمال الرحمة، وسط إنجيل اليوم: “إنّها أجمل أعمال في الحياة. إن كنتَ تحلم بالمجد الحقيقيّ وليس بمجد العالم الباطل، فهذا هو الطريق الصحيح”.
ثمّ حذّر الحبر الأعظم من بازيليك القدّيس بطرس سامعيه قائلاً: “نحن نصبح ما نختاره، في الخير أو في الشرّ. إن اخترنا أن نسرق، نصبح لصوصاً. إن اخترنا التفكير بذواتنا، نصبح أنانيّين. إن اخترنا الكره، نصبح غاضبين. إن اخترنا تمضية ساعات أمام الهاتف المحمول، نصبح تابعين”.
بالمقابل، أضاف البابا فرنسيس أنّنا “إن اخترنا الله نصبح كلّ يوم محبوبين أكثر؛ وإن اخترنا أن نحبّ نصبح سعداء… إن عشنا منغلقين ولامبالين، نبقى مشلولين؛ لكن إن بذلنا أنفسنا للآخرين نصبح أحراراً. في الواقع، هذا هو سرّ الحياة: لا نمتلكها إلّا إن أعطيناها”.
وطوال تأمّله، دعا البابا إلى “عدم البقاء معلّقين بأسئلة الحياة، لا سيّما سؤال “لماذا”، مع انتظار جواب من السماء”: “لا، الحبّ يدفعنا إلى العبور من الـ”لماذا” إلى “لِمَن”؛ مِن “لماذا أعيش” إلى “لِمَن أعيش”؛ ومِن “لماذا يحصل لي هذا” إلى “لِمَن يمكنني أن أفعل الخير”. وبدل أن نُمضي سنوات في التفكير في ذواتنا بدون البدء بالحبّ، يجب أن نُفكّر في فعل الخير بدلاً من أن نشعر أنّنا بخير، وهكذا ينتهي بنا الأمر بأن نشعر أنّنا أفضل”.
وختم البابا بصياغة معضلة “الخيار اليوميّ” قائلاً: “دعونا لا نطرح سؤال “ما الذي أودّ أن أفعله” بل “ما الذي يحسن أن أفعله”.”