“علينا جميعاً أن نبذل المزيد من الجهود”: هذا ما قاله البابا فرنسيس البارحة 25 تشرين الثاني 2020 في تغريدة له نُشِرَت على صفحته على موقع تويتر، لمناسبة اليوم العالمي لمحو العنف حيال النساء.
وكتب البابا أيضاً: “غالباً ما تتعرّض النساء للإهانة، وسوء المعاملة، والاغتصاب، والدعارة … إذا أردنا عالماً أفضل، يكون بيت سلام وليس ساحة حرب، يجب علينا جميعاً أن نبذل المزيد من الجهود من أجل كرامة كلّ امرأة”.
وهذا الموضوع بحدّ ذاته شكّل فصلاً من كتابه الأخير الذي هو كناية عن مقابلة أجراها معه الصحافي البريطاني أوستن إيفري “زمن للتغيير” (منشورات فلاماريون)، إذ شجب البابا “استغلال النساء والأولاد لأجل السُلطة أو الرغبة أو الربح”.
ودائماً في الكتاب، تحديداً في موضوع تعيينه نساء في وظائف مختلفة ضمن التسلسل الهرمي الفاتيكاني، كما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، رغب الأب الأقدس أن تؤثّر النساء على “الرؤية والعقليّة الفاتيكانية” بدون جعلهما إكليروسيّتَين، مع “الحفاظ على استقلاليّتهما”.
إلّا أنّ ما شغل البابا هو “كيفيّة إدماج وجود النساء وحساسيّتهنّ في عمليّة اتّخاذ القرارات في الفاتيكان”، كما أخبر الصحافيّ المذكور بذلك. وقد تصرّف الأب الأقدس لإيجاد وظائف يمكن للنساء أن يُدرنَها وأن يُقولبنَ ثقافتها، مع السهر على احترام وتقدير النساء والاعتراف بهنّ. وأضاف الحبر الأعظم: “عيّنتُ نساء بفضل كفاءتهنّ وخبرتهنّ، لكن أيضاً لأجل التأثير على رؤية وعقليّة إدارة الكنيسة… دعوتُ نساء ليكنّ مستشارات لدى دائرات فاتيكانيّة”.
وهنا سمّى البابا النساء اللواتي عيّنهنّ في وظائف مهمّة ضمن دائرة العلمانيّين والعائلة والحياة، دائرة العلاقات مع الدول، ومجلس الاقتصاد، مُشيراً إلى أنّ للنساء “خبرة شخصيّة في تنظيم الحياة اليوميّة كأمّهات ونساء وسيّدات أعمال… إذ يجب التوفيق بين مصالح مختلفة مع التمتّع بالمرونة والحكمة، وتكلّم 3 لغات في الوقت عينه: لغة الروح ولغة القلب ولغة اليدَين”.
وختم البابا قائلاً: “يعتقد كثر وبشكل مغلوط، أنّ إدارة الكنيسة هي حصريّاً للذكور. لكن إن زرنا أيّ أبرشيّة في العالم، لوجدنا نساء يدرن الأقسام والمدارس والمستشفيات والعديد من المنظّمات والبرامج؛ وقد نجد في مناطق معيّنة نساء أكثر من الرجال. القول إنّ النساء لسنَ في مراكز إداريّة لأنّهنّ لسنَ كهنة هو قلّة احترام حيالهنّ”.