“وحده الرب يمكنه إنقاذ أصدقائه التائهين ومَن قد يضيعون”: هذا ما شرحه البابا فرنسيس في عظة ألقاها خلال الكونسيستوار الذي عيّن فيه 13 كاردينالاً جديداً البارحة، السبت 28 تشرين الثاني 2020 في بازيليك القدّيس بطرس، مع الإشارة إلى أنّ اثنَين منهم لم يكونوا حاضرين في روما بسبب الوباء: كاردينال بروناي وكاردينال الفليبين.
في التفاصيل التي نقلتها لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت، ترأس الأب الأقدس الكونسيستوار حول كرسي القدّيس بطرس، بحضور أعضاء مجلس الكرادلة الذين تمكّنوا من الحضور (حوالى الخمسين منهم) وبعض المُعمَّدين الذين كانوا يرافقون كرادلتهم الجدد (10 لكلّ كاردينال).
وقد تمّ نقل الحدث عبر الإنترنت لأجل الكاردينالَين الغائبين، فيما مَن كانوا في البازيليك شهدوا على حضورهما معهم عبر الشاشات.
وبعد أيّام على نشر ملفّ ماكاريك، حذّر الحبر الأعظم مِن الخيارات التي تجعل الإنسان يترك طريق المسيح، حتّى وإن كان كاردينالاً، مُتأمِّلاً في “طريق يسوع” وقائلاً للكرادلة: “إنّ اللون الأحمر في ثوب الكاردينال، والذي هو لون الدم، قد يصبح بالنسبة إلى روح العالم لون تميّز. عندها، لن تعود أيّها الكاردينال راعياً قريباً من الشعب بل ستشعر أنّك فقط “نيافة”. وعندما تشعر بهذا، ستكون قد ابتعدتَ عن الطريق”.
كما وأصرّ أسقف روما على “صبر المسيح” وإمكانيّة الارتداد قائلاً: “الارتداد هو هذا تحديداً: مِن الطريق الخطأ، العودة إلى طريق الله… وما يلفت النظر في الإنجيل – الذي تُلي البارحة في القدّاس وهو عادة يُقرَأ في الكونسيستوار لتعيين كرادلة جدد (مر 10 : 32 – 45) بما أنّه يدلّ على المسار – هو التباين بين يسوع والتلاميذ. فيسوع يعرف هذا التباين ويتحمّله. إلّا أنّ التباين يبقى: يسوع على الطريق، وهُم خارج الطريق. طريقان لا يمكن التوفيق بينهما. وفي الواقع، وحده الرب يمكنه إنقاذ أصدقائه، بصليبه وبقيامته. بالنسبة إليهم، وبالنسبة إلى الجميع، إنّه يصعد إلى أورشليم وسيكسر الخبز وسيسفك دمه، وسيُقيم الموتى ويغفر لهم عبر الروح القدس، فيُغيّرهم. وأخيراً، سيضعهم على طريقه”.
Consistoire © Vatican Media
قَسَم الإخلاص للبابا
أمّا بالنسبة إلى مُجريات التعيين، فقد صلّى الكرادلة الجدد قانون الإيمان وتلوا قَسَم الإخلاص، فيما قرأ الكاردينال غريش القَسَم باسمهم، مع الإشارة إلى أنّه هو أيضاً تلا كلمة مُقتَضَبة للبابا فرنسيس باسم الكرادلة الجدد. وأصرّ أمين عام السينودس على كون السينودسية إصغاء متبادلاً وشراكة بين شعب الله والأساقفة وخليفة بطرس.
وبعد الإعلان عن إيمانهم، سلّم البابا فرنسيس كلّاً من الكرادلة “القلنسوة” والخاتم والورقة التي تُشير أيّ كنيسة في روما نُسِبَت إليهم.
وانتهى الكونسيستوار “المُكَمَّم” بصلاة الأبانا والسلام، مع الإشارة إلى أنّه كان الكونسيستوار السابع للبابا فرنسيس لتعيين 13 كاردينالاً جديداً: أصبح عدد الكرادلة 229، من أصلهم 101 غير ناخبين و128 ناخبين (يأتون من 90 بلداً) في حالة انعقاد كونكلاف.
وحتّى اليوم، اختار البابا فرنسيس 57% من الناخبين المستقبليّين، مِن أصلهم 18 كاردينالاً من بلاد لم تحظَ يوماً بكاردينال، مثل رواندا وبروناي. أمّا أوروبا فهي مُمثّلة بنسبة 41% من الناخبين المستقبليّين.
واليوم الأحد 29 تشرين الثاني، نحن على موعد مع قدّاس يترأسه البابا في بازيليك القديس بطرس مع الكرادلة الموجودين في روما، ومن أصلهم الكرادلة الـ11 الجدد الذين تمكّنوا من السفر والحضور إلى روما.