“بالتأكيد، ليست شبكات التواصل الاجتماعي ما يفتح أبواب السماء لرجال ونساء اليوم”: هذا ما أصرّ عليه البابا تواضروس الثاني بطريرك الأقباط الأرثوذكس خلال كلمة ألقاها على مسامع أعضاء نادي الروتاري فاروس في الإسكندرية، مُنطلِقاً مِن جملة مشهورة قالها القدّيس فيليبو نيري “أفضّل الجنّة”.
وفي كلمته، كما أورد الخبر الزملاء في القسم الإنكليزي من زينيت، قال البابا تواضروس إنّ “مواقع التواصل الاجتماعيّ سيف ذو حدَّين، وهي أشبه بسكّين يمكن استعماله بشكل صحيح وغير صحيح، مع إمكانيّة لإيذاء الأفراد وتمزيق النسيج الاجتماعيّ”.
وأضاف البطريرك: “يتلقّى الجميع هديّة من الله وهي 24 ساعة في اليوم. وإن أمضيتُم معظم حياتكم على شبكات التواصل، كما يحصل مع العديد من الشباب، ينتهي بكم الأمر بالقضاء على هذا الكنز”. واعترف البابا تواضروس أنّه “في زمننا، لا يمكن لأيّ إنسان إلّا اللجوء إلى وسائل التكنولوجيا في حياته اليوميّة. لكن يجب استخدام هذه الوسائل بحكمة وبدون إفراط”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ كنيسة الأقباط الأرثوذكس تساءلت منذ بعض الوقت عن تأثير شبكات التواصل على الحياة الكنسيّة للجماعات، جرّاء بروز الصفحات الاجتماعيّة الخادِعة والمزوَّرة، والتي تحاول الترويج لحملات جمع أموال أو اعتداءات جنسيّة من قبل رهبان وراهبات أقباط، ممّا دفع بلجنة أديرة سينودس الأقباط الأرثوذكسيّ المقدّس إلى وضع 12 قاعدة صدّق عليها البطريرك تواضروس الثاني، وهي تنطبق على جميع الرهبنات القبطيّة الأرثوذكسيّة.
ومن بين أمور أخرى، طُلِب من الرهبان والراهبات الأقباط إغلاق حساباتهم الشخصيّة والمدوّنات عبر وسائل التواصل، وهي منصّات تُعتَبَر “مُربِكة”.
نذكر هنا أيضاً أنّه منذ سنتين، أرادت بطريركية الكلدان – ضمن رسالة بُثَّت على قنواتها الرسميّة – أن تُطمئن المؤمنين والقرّاء، بوجه ظواهر النصوص المُضلِّلة والمُتلاعِبة المنشورة عبر الإنترنت، والمتعلّقة بحياة الكنيسة والجماعات المسيحيّة.
وفي السياق عينه، أطلقت الكنيسة المارونيّة في نيسان 2018 وثيقة “الحقيقة التي تُحرّر وتوحّد”، والتي اعتُبِرَت عقيدة حقيقيّة وكتيّب تعليمات رعويّ يُشير إلى المراجع التي يجب أن تقود المداخلات الإعلاميّة والمناقشات التي تتركّز على مواضيع متعلّقة بالإيمان الكاثوليكيّ وسُلطة الكنيسة التعليميّة، بعيداً عن التضليل والإرباك والشكوك بين المؤمنين.