أشار البابا فرنسيس إلى “كلمتَين أساسيّتَين في زمن المجيء: القُرب والسَّهَر. قُرب الله وسهرنا نحن”، لافِتاً النظر إلى طريقتَين للسَّهَر: “الصلاة والمحبّة”، وداعياً إلى رفع هذا الدعاء لله: “تعال أيّها الرب يسوع، نحن بحاجة إليك. تعال قربنا. وأيقِظنا مِن سُبات الرّداءة ومِن ظُلمات اللامبالاة”.
في التفاصيل، ترأس البابا فرنسيس الأحد 29 تشرين الثاني (الأحد الأوّل مِن زمن المجيء أي اليوم الأوّل من السنة الليتورجيّة) قدّاساً في بازيليك القدّيس بطرس، تحديداً عند مذبح كرسي بطرس. وقد عاونه الكرادلة الأحد عشر الجدد، بحضور بعض المُعمَّدين الذين رافقوهم، مع أعضاء مجلس الكرادلة الموجودين في روما.
وفي عظته التي ألقاها، كما نقلتها لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، تساءل الأب الأقدس عمّا يهمّ في حياتنا: “إن كنّا مُنتَظَرين في السماء، لمَ نعيش من الادّعاءات الأرضيّة؟ لمَ نتعب لأجل القليل من المال ومن الصيت والنجاح، وكلّ تلك الأشياء الزائلة؟ لمَ نُضيّع وقتنا في التذمّر من الليل فيما نور النهار ينتظرنا؟ لمَ نبحث عن “عرّابين” للحصول على ترقية وصعود درجات سلّم المهنة؟ كلّ شيء يزول. والرب يقول اسهروا”.
الرّداءة ودواؤها
حذّر البابا في عظته أيضاً مِن شكلَين آخرَين من أشكال السبات واللذين يستوجبان السَّهر: الرّداءة واللامبالاة. ووصف ما سمّاه بـ”فساد” الرّداءة قائلاً: “إنّه يصل عندما ننسى الحبّ الأوّل ونتقدّم عبر الجمود، فيما لا نفكّر إلّا بالعيش في الهدوء. لكن بدون دفعٍ لحبّ الله وبدون انتظار جديده، نُصبح رديئين وفاترين وعالميّين. وهذا ينخر الإيمان، لأنّ الإيمان هو عكس الرّداءة”.
ثمّ وصف الحبر الأعظم الإيمان بهذه الكلمات: “الإيمان ليس مياهاً تُطفِىء، بل هو نار تحرق. ليس مُهدِّئاً لِلمتوتِّر، بل قصّة حبّ لِمَن هو مُغرَم”.
وأشار البابا إلى دواء أو ترياق الرّداءة قائلاً: “كيف يمكننا أن نستيقظ مِن سبات الرّداءة؟ عبر يقظة الصلاة… الصلاة هي أكسجين الحياة: كما لا يمكننا العيش بلا أن نتنفّس، لا يمكننا أن نكون مسيحيّين بلا صلاة. نحن بأمسّ الحاجة إلى مسيحيّين يسهرون بدلاً مِمَّن ينامون، وإلى من يسجدون للقربان ويتشفّعون ويحملون ليلاً نهاراً أمام يسوع نور العالم، ظُلمات التاريخ”.
اللامبالاة وترياقها
ودائماً في عظته، وصف البابا آثار اللامبالاة وأشار إلى الترياق ضدّها: “كيف نستيقظ مِن سُبات اللامبالاة؟ عبر يقظة المحبّة… أتى يسوع إلينا، والطريق للقائه رُسِم: إنّها أعمال الخير والمحبّة”.
وختم أسقف روما عظته بصلاة: “تعال أيّها الرب يسوع، نحن بحاجة إليك. تعال قربنا. أنتَ النور: أيقِظنا مِن سُبات الرّداءة ومِن ظلمات اللامبالاة. تعال أيّها الرب يسوع وحرّك قلوبنا الشّارِدة: اجعلنا نشعر برغبة الصلاة وبالحاجة إلى الحبّ”.
Messe du 29 nov. 2020, capture @ Vatican Media