“أنا فخور جدًا لأنني بدأت درب الكارديناليّة ببركة من شخص فقير”، هذا ما أعلنه الكاردينال المالطيّ ماريو غريتش، الأمين العام لسينودس الأساقفة. ففي مقابلة أجرتها معه أخبار الفاتيكان في اللّغة الإيطاليّة، أخبر الكاردينال الجديد أنه مباشرةً قبل الكونسيستوار، قابل امرأة مشرّدة، أمام قصر ميليوري في روما. عرفته فطلبت منه أن يمنحها البركة، وما لبث أن أجابها: “اليوم أبدأ خدمتي، فأنا من يحتاج إلى بركتك”. وفسّر الكاردينال: “أعتقد أنّ المحبّة، لا تنحصر بما نقوم به، بل بما نحصل عليه وهي تفتحنا على درب الإيمان”.
في خلال انعقاد الكونسيستوار، عاش الكاردينال غريتش “اختبارًا حميمًا جدًا” في جو مصلّي وعائليّ. نحن نعتبر أنّ الأب الأقدس هو من يسمّي الأساقفة قانونيًا في خلال الكونسيستوار إنما أظنّ أنّ مرّة جديدة النظرة الرحومة للربّ هي من “عيّنتني من جديد”. فسّر البابا بأنّ التفويض الذي أوكله البابا إليه هو من جديد دعوة وجّهها إليه الربّ بكونه مسيحيًا”.
السير في الطريق
ذكّر الكاردينال غريتش: لا يكفّ البابا عن دعوتنا لنسير في الطريق، وأن نكون كنيسة في خروج، ونأخذ المخاطر. يسوع لم يكن محبوسًا في الهيكل، في معبد، إنما ذهب للقاء الإنسان”.
وفي عظته في الكونسيستوار، ذكّرنا البابا أنّ يسوع هو الإنسان السائر، الذي اختار درب اللقاء. إن لم نحاول أن نضع ذلك حيّز التنفيذ، وأن نعيش سرّ التجسّد، فنحن لن نستطيع أن نجيب بأمانة على دعوتنا الكنسيّة”.
ثمّ ذكّر بأنّ البابا شدّد على الفساد وعلى أنّه فهم هذه الكلمة بمعناها الواسع: يمكن للمرء أن يسمح بنفسه بأن يفسد، إنما بمعنى إفساد النفس. إن فقدنا هذه الخاصية، بأننا أناس سائرون، فنحن حتمًا سنصبح فاسدين، بالمعنى السيء للكلمة”.
الإصغاء إلى الإنسان
ذكّر الكاردينال بضرورة وأهميّة الوقوف إلى جانب الناس والإصغاء إلى الإنسان. كلّما كثّفنا علاقتنا بشعب الله، كلّما فُتح الباب أمامنا لاكتشاف الثروات التي لم نعرفها بعد”.
وتابع تفسيراته حول هذا الخصوص، وحذّر من خطر أن تبقى الكنيسة في الخارج على الدوام.
إنجيل العائلة
تطرّق الكاردينال غريتش إلى المسائل العائليّة مشدّدًا على أنّ الحاضر والمستقبل هو “إيجابيّ وواعد”. وقال: “صحيح أننا نقرأ ونستمع أحيانًا إلى معلومات خاطئة حول الحياة الزوجيّة. إنما هذه ليست الحقيقة الكاملة. لديّ انطباع، وأنا مقتنع أنّ اليوم تُعاد اكتشاف قيمة العائلة.
ودعا الكاردينال إلى “عدم الخوف” من إعلان “هذه البشرى السارّة: إنجيل العائلة”. وشدّد: “أنا أرجو ألا يكون للعائلة مستقبل فحسب، بل بكونها كنيسة بيتيّة، حيث تبدأ المسيرة المسيحيّة، أنا أخشى أن يصبح من الصعب على العائلة أن تختبر في الجماعة الكنسيّة”.