نتذكّر ونحتفل بعيد القديسة بربارة، ومجتمعنا يعيش “حالة” من الضياع والاضطرابات النفسيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة والأخلاقية.
تتصارع الاضداد في ما بينها: ما بين الخير والشر، التعاون والأنانية، الشفافية والغش (الفساد)، الحقيقة والكذب، النور والظلام، الإيمان والإلحاد، وغيرها من الاضداد التي تسيّر (ترسم) مسيرة الإنسان نحو النجاح او الفشل. هل يختار أفراد مجتمعاتنا، حقًا ودومًا، القيم الانسانية والمبادئ الاخلاقية ؟ حبذا
لو نتمثل ونقتدي بشهيدة بلاد أرض أرز الكتاب المقدس!
نعم، الشهيدة بربارة، عاشت ومارست الإيمان المستقيم والراسخ والعميق والمستمر…
نعم، تعلمنا الحقائق والمبادئ، التي بات عصرنا يفتقدها… والتي لا يريد حتى البحث عنها، أو الاهتمام بإعادة اكتشافها، من خلال تربية الذات والأجيال، التي باتت تعاني من “فقر الروح”، تلك الأجيال التي باتت متمسكة ومتعلقة “بالغنى المزيف والزائل”.
نعم، تدلنا القديسة بربارة على الحقيقة، التي طمرتها أهواء “وبشاعات” الإنسان الفاسد. تعلّمنا المصداقية والصراحة… الجرأة على قول الحق، إن كان عبر الكلام او الممارسة.
فليكن عيدها، مناسبةٌ لكي نتضامن معاً، من أجل الضغط على الكثير من الناس، أولئك الذين يلبسون “أقنعة” مزيّفة و…
فلنسقط أقنعتهم من خلال إعلان المواقف الجريئة والبناءة… والصبر والنضال والمثابرة. من خلال إعلاء كلمة الحق وممارسة القيم وعيش المبادئ، والثبات في الإيمان الواعي والناضج والراسخ، الذي لا يضعف أمام الرذيلة او الأهواء، أو الترهيب والترغيب، بل يبقى ثابتًا بقوة بالمخلص، بالرغم من الصعوبات والاضطرابات والاضطهادات.
لنكشف حقيقة هؤلاء المزيفين “والدجالين” والمستبدّين والمستغلّين للنفوس الطيّبة، وذلك من خلال إزالة “أقنعتهم” المزيّفة والغشاشة، علّهم يخجلون من أنفسهم… إن خجلوا!..
من هنا، كان لا بدّ من مواجهتم، بطرق سلمية وحضارية، ومعاقبتهم، ومقاضاتهم وإجبارهم على التعويض.
بالرغم من حالة المجتمعات “المستفحلة” والمريضة، فلنحافظ على “وجه” الصدق والشفافية والبشاشة…
لنعد إلى الإنجيل، ونبثّ القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، التي هي، مسيحيّة بإمتياز…