Mask - anncapictures - Pixabay - CC0

القدّيسة بربارة تحذّرنا

منظار الأبديّة

Share this Entry
إذاً هل تدعونا القدّيسة الشهيدة بربارة إلى إرتداء الأقنعة في الحياة؟
حول هذه القدّيسة تتناقل الكثير من الأقاصيص والأكثر من التقاليد الشعبية: يعتقد البعض أنّ الشهيدة اضطرّت إلى تلطيخ وجهها بالسخام لتهرب من والدها؛ ويعتقد البعض الآخر أنها طلبت من جميع الشبّان والشابات في قريتها ارتداء الأقنعة حتى تتمكن من الاندماج ثمّ الهرب من الموت.
بغضّ النظر عن أية قصّة هي الأدقّ، تبقى عادة إرتداء الأقنعة في عيدها دعوة إلى التأمّل في حياتها. فهذه القدّيسة اختارت أن تزيّن ذكاءها ومعرفتها بالحكمة وأعلت خير الإيمان فوق كل المغريات والإضطهادات ولكن لم تفرّط بقيمة عمرها والسنوات… حاولت الحفاظ عليها بذكاء ولكنّها نظرت إلى قيمة الحياة لا من منظار ضيّق ولكن بمنظار الأبدية. لذا – في الأخير – قبلت الاستشهاد بخيار الخير الأعظم، فكسبت ما يفوق كل خيرات الأرض والأمم…
بربارة أبعد ما يكون عن موضوع الخبث و الإدّعاء… فهي استشهدت من أجل حقيقة ونقاء!
الأقنعة اليوم:
باتت للأسف في عصرنا – عصر انتشار وباء الكورونا – جزءاً من روتيننا، نجد أنفسنا مرغمين على ارتداءها حكمةً و محافظةً على عمرنا. ولكن اليوم أيضاً تحذير من القديسة بربارة: “حذار أن نحوّل أقنعة الخارج الى إلداخل فنُخفي وراءها حقائق لا تناسبنا نعلي فيها مصلحة الأنا الضيّقة”. اليوم، مع إشتداد رياح الأزمات، بربارة لنا من أبهى الأمثولات… وإيماننا على المحكّ. فهل داخلنا هو خارجنا يُظهر وجه الرب الذي إلتقينا؟! أم بقي مجرّد فكرة مجرّدة مبرّدة في قالب طقوس أصبحت فينا مجرّد عادة من العادات؟
قال المتصوّف جلال الدين الروميّ يوماً: ‘وأيا كنت من الخلائق… إمّا أن تبدو كما أنت، وإمّا أن تكون كما تبدو!’
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير