ننقل إليكم مقتطفات من كتاب “مراحل مسيرة التجسّد” وهو كتاب صلاة من إعداد الراهب بولس رزق الفرنسيسكانيّ، سنترافق مع الصلوات يوميًا من خلال أخذ أبرز التأمّلات منه وصولاً إلى عيد الميلاد:
- مسيرة التجسد هي الطريق نحو الطفل يسوع، والسير مع الآباء والأنبياء لنقدم للطّفل يسوع حياتنا، لكي يولد في قلوبنا، ويجعلها مغارة القرن الواحد والعشرين. نعم، هذه هي قلوبنا، مغارة ملوثة بشهوات العالم وعبوديّة الخطية. من حبّه غير المتناهي للبشريّة، أراد أنْ يسكن في الفقراء والمهمشين، ويقودنا في درب القداسة.
- تعيش الكنيسة هذه الأيام التامل في زمن المجيء والاستعداد لاستقبال المخلص. من خلال مسيرة التجسد التي تقودنا نحو روحانيّة عميقة فى تاريخ الله الخلاصيّ للبشر، لأنّنا لا نستطيع أن ننسى أنّ تجسد الله هو نتيجة حبّه للبشريّة جمعاء. وعلينا اليوم أن نسير نحو الحبّ لكي نكتشف الكنز الحقيقيّ بتجسد يسوع المسيح في وسطنا. هكذا الميلاد نستعد لاستقبال طفل المغارة في قلوبنا.
- نعيش خبرة القديس فرنسيس الأسيزِيّ، هو أوّل شخص قام بعمل مغارة حقيقيّة مُجسّدة من البشر للطفل يسوع. ونحن اليوم نستقي من روحانيته للعودة إلى المغارة. بهذا نختبر السلام الحقيقيّ النابع من الله المتجسد. وفي عام 1223م أراد القديس فرنسيس أن يتذكّر الطفل الذي ولد في بيت لحم، كي يعيش بشكل حسّي المعاناة التي قاساها المولود الجديد (يسوع). وكان فرنسيس مدفوعاً بروحانيّةٍ يمكن تسميتها “الواقعيّة المسيحيّة”.
ولكي يُحقِّق فرنسيس رغبته، طلب من رجلٍ في قرية جريتشو أن يُعيره مغارته مع الحمار والثور. وفي ليلة عيد الميلاد توافد سكان القرية إلى ذلك المكان بالشموع والمشاعل، وأقيمت هناك ذبيحة القداس الإلهيّ. وتذكر المصادر التاريخيّة أنّ فرنسيس، بما أنّه كان برتبة شماس إنجيليّ، قام بقراءة الإنجيل المقدس، ثمَّ ألقى على الحاضرين عظة، تحدّث فيها بكلماتٍ رقيقةٍ عذبة “مشيدًا بالمولود، الملك الفقير، وبمدينة بيت لحم الفقيرة”.
لم يكن في مذود “فرنسيس” سوى الثور والحمار والمعلف. أمَّا مريم ويوسف فلم يكونا هناك. كان يقصد بذلك أن يترك لنا المكان فارغاً لنملأه نحن بحضورنا. والجمهور شارك في القداس، وأصغى إلى فرنسيس وهو يعظ عن يسوع طفل بيت لحم. لقد كان مذودًا “إفخارستيّاً ” بامتياز.
- في كنيستنا الكاثوليكيّة الصلوات بكلّ أنواعها تقود الإنسان إلى علاقته بالله. وعلى سبيل المثال درب الصليب.
المرحلة الأولى
خلـق الإنسان والخـلـق
مقدمة: خلق الله الانسان لكي يشاركه في الحياة، ويحافظ عليهًا. وفي سّرِ التجسد يأخذ يسوعُ جسدَنا البشريَّ ويرفعُه من حالةِ الخطيةِ إلى حالةِ النعمة.
الآية: ” فَخَلَقَ اللهُ الإِنسانَ على صُورَتِه على صُورَةِ اللهِ خَلَقَه ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهم”(تك 1: 27).
الكاهن: نسجدُ لك أيّها الربُّ يسوع.
الشعب: لأنّك بميلادِكِ المقدّسِ جدّدتَ العالم.
تأمـــل:
من هو الإنسانُ الذي خلقه الله؟ الإنسانُ أنا، أنتَ، نحن بشُر وكلُّ إنسانٍ كائنُ مستقلٌّ كونه قائمًا بذاته في الحياة. هو كلّ إنسانٍ يشاركه في تجديد الخليقة، يحافظ عليها، يقدم ذاته للآخرين.
هو الإنسان الذي خلقه الله مسّبحًا إيّاه من خلال المخلوقات، متّحدًا به. النموذج الحقيقيّ للإنسان الحيّ، ليس آدم بل يسوع المسيح، أيّ ليس الذي خرج من الأرض، وإنما الذى هبط من السماء هو يسوع المسيح.
“مجد الله في الإنسان الحيّ” (القديس إيريناوس)، والإنسان الحيّ هو من يتّحد بالكلمة المتجسِّد.
“يا من خلق الليل وأبدع النهار، أنت الذي وهبتهما لنا لتدبير حياتنا على الأرض. فمن خلال هذه الظلال وهذه الأنوار، قُدنا يا اللُه إلى النهار الأبويّ، حيث يشرق وجُهك البهيّ، ويتلألأ نورُك السرمديّ”.
أبانا… والسلام… والمجد
ك : مارانــاتــا ش: أمين تعال أيها الربُّ يسوع ك: واسكن فينا ش: قلوبُنا مهيّأةُ إليك ك: المجد للآبِ والابنِ والروحِ القدس ش: تعال يارب أمين تعـــــال ترنيمة:
(من مدائح شهر كيهك المبارك). (لحن مدائح كيهك)
مراحمك يا إلهي كثيــــرة جـــداً مراحمك يا إلهي لا يحصى لها عددٌ قطراتُ الأمطارِ معدودة بين يديك أيضًا رملُ البحار كائن قدام عينيك ختام المرحلة:
- ملاكُ الربِّ بشّر مريمَ العذراء.
- فحَبِلَت من الروح القدس.