“الوفرة والبركة والهبة” هي الحقائق الثلاث التي يُذكّرنا بها عيد سيّدة غوادالوبي، كما قال البابا فرنسيس. “الوفرة لأنّ الله يعطي ذاته دائماً بوفرة… البركة لأنّ لقاء مريم وأليصابات هو بركة. والبركة تعني “قول الخير”. إنّ أسلوب الله يقضي دائماً بقول الخير، لذا فإنّ اللعنة والكذب هما أسلوب الشيطان… الهبة هي هديّة أعطانا إيّاها صاحب النِّعَم، هبة عبر “الممتلئة نِعمة والمباركة بين النساء”… في الله، هناك استحالة لوهب الذات بشكل غير كامل”.
في الواقع، ترأس البابا فرنسيس قدّاس عيد سيّدة غوادالوبي قبل ظهر يوم السبت 12 كانون الأوّل 2020 على مذبح كرسي القدّيس بطرس، لكن مع احترام القيود الصحية المفروضة: لا حضور حاشداً ولا تطواف مع أعلام بلدان القارّة الأميركية، كما ورد في مقال أعدّته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
أمّا أحد معاوني البابا في الاحتفال فقد كان الكاردينال الكنديّ مارك أوليه (عميد مجمع أساقفة أميركا اللاتينيّة ورئيس لجنتها الحبريّة).
وأشار الأب الأقدس في عظته التي ألقاها بالإسبانيّة إلى أنّ “الله لا يكيل، لكنّه يُعطي بوفرة… وهو يدع نفسه “يُكال” عبر صبره. وبطبيعتنا، نحن نضع الحدود المُريحة لنا، فيما هو يُعطي ذاته بالكامل. وحيث الله موجود، هناك وفرة”.
وختم الحبر الأعظم عظته مُشجّعاً على “السرقة” قائلاً: “عبر التأمّل بصورة أمّنا، فلنسرق من الله القليل من أسلوبه: الكرَم، الوفرة، البركة، عدم اللعنة، وتحويل حياتنا إلى هبة للجميع”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ فتاة صغيرة اقتربت من صورة عذراء غوادالوبي ووضعت باقة من الورود الصفراء عند قدمَيها، وذلك خلال المناولة.
Notre Dame de Guadalupe 2020, roses offertes par une jeune fille, capture @ Vatican Media
وانتهى الاحتفال مع البابا الذي ذهب للتبرّك مِن صورة العذراء على وَقْع الترنيم، بعد أن كان قد بخّرها في بداية القدّاس.