كان “معنى الأبديّة” في قلب العظة الثانية الخاصّة بزمن المجيء لهذه السنة، والتي أعدّها الكاردينال رانييرو كانتالاميسا واعظ الدار الرسوليّة. و”ما لا يزول أبداً هو الأبدية. علينا أن نُعيد اكتشاف الإيمان في ما بعد الحياة” هي مِن أبرز الجمل التي قالها.
ثمّ شرح الكاردينال كانتالاميسا، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت، أنّه “بالنسبة إلينا نحن المسيحيّين، الحياة الأبديّة ليست فئة تجريديّة، بل هي بالأحرى شخص. وهي تعني الذهاب قرب يسوع والاتّحاد به، ثمّ مشاركته كونه قائماً من بين الأموات في الملأ، ومشاركته فرحة حياة الثالوث”.
وأضاف: “إنّ الإيمان بالحياة الأبديّة هو أيضاً من شروط التمكّن من التبشير. فعَبْر الإعلان عن الحياة الأبدية، يمكننا أن نؤكّد ليس فقط إيماننا، بل أيضاً موافقته لرغبات القلب البشريّ الكبيرة… نحن في الواقع كائنات محدودة يمكنها إنجاز ما هو غير محدود، وكائنات فانية تتمتّع بتوق سرّي للخلود”.
كما وذكّر الواعظ أنّ القدّيس أغسطينوس كان يقول الشيء نفسه: “ما نفع الحياة الجيّدة إن كانت لا تؤدّي إلى الحياة الأبديّة؟”
وهنا كرّر الكاردينال الكلمات التي كان القدّيس بولس يقولها لأهل أثينا: “إلى رجال زمننا الذين لديهم في أعماق قلوبهم الحاجة إلى الأبدية، بدون التمتّع بالشجاعة للإفصاح عن ذلك حتّى لذواتهم، ما تكرّمونه بدون أن تعرفوه هو مَن أتيتُ لأعلن عنه”.