“إنّ الاحتفال بميلاد 2020 في قلب الوباء يدعو إلى التضامن”: هذا ما أكّده الكاردينال لويس أنطونيو تاغل عميد مجمع أنجلة الشعوب ورئيس جمعيّة كاريتاس الدوليّة، داعياً إلى “الإبداع وإيجاد وسائل مناسبة للاحتفال، مع تذكير إخوتنا وأخواتنا أنّه لديهم صديق يتّكلون عليه”.
في التفاصيل، شاطر الكاردينال تاغل المؤمنين أمنياته لعيد الميلاد، مُقدِّماً التشجيع لِمَن يُعانون بسبب كوفيد-19، وذلك خلال مقابلة أجراها معه موقع “فاتيكان نيوز” ونشرها البارحة في 15 كانون الأوّل، نقلت لنا مقتطفات منها الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ في زينيت.
وأطلق تاغل نداء للتضامن في زمن الأعياد قائلاً: “بدلاً من ادّخار المال لنفسي، لمَ لا أدّخر المال لجاري الذي لم يعد لديه مال؟ بدلاً من تحضير مأدبة لي ولعائلتي فقط، لمَ لا أطلب الطعام أيضاً لشخص آخر؟ هناك طرق عديدة ليعرف الناس أنّه لديهم أخ وأخت وصديق”.
مُتطرِّقاً إلى مرضى كوفيد، قال الكاردينال الذي التقط العدوى بنفسه: “أودّ أن أقول للمرضى إنّ لديهم أخاً فيّ، وشخصاً يعرف تماماً معنى التوتّر الداخليّ والقلق والخوف”، داعياً إلى “عيش كلّ لحظة وكلّ يوم من الحياة بسلام مع الله ومع جيراننا… دعونا لا نُؤجّل الأشياء الجيّدة التي يمكننا فعلها الآن والأعمال الصغيرة، كإظهار اللطف أو العدالة أو الاتّصال بأحدهم، أو حتّى الابتسامة لأحدهم لأنّ فرصة أخرى لفعل ذلك قد لا تتسنّى لكم”.
كما وذكّر الكاردينال أنّه “في الميلاد الأوّل، عند ولادة الطفل يسوع، لم يكن الوضع مثاليّاً. وشروط الحياة كانت صعبة جدّاً، لكن وسط ذلك، وُلد ابن الله”.
وفي السياق عينه، يعتبر تاغل أنّ “مشاكل هذه السنة ومعاناتها ستساعدنا على التركيز على رسالة الرجاء الميلاديّ. إنّ رسالة هذا العيد تُذكّرنا بأنّنا لن نكون لوحدنا أبداً، وعمانؤيل هو الله معنا… قد تختفي أشياء كثيرة اعتدنا عليها، كالاستثمارات والوعود والهدايا المرتبطة بعيد الميلاد ومالنا… لكنّ يسوع الذي سيأتي إلينا كواحد منّا، سيبقى معنا للأبد. هذا هو رجاؤنا”.
وفي النهاية، تمنّى الكاردينال تاغل أن “يتمتّع الناس بالقوّة والرجاء والإيمان والفرح لجعل السنة الجديدة أكثر إشراقاً”، مُذكِّراً أنّ “العوامل الخارجيّة قد لا تتغيّر، لكن يمكننا أن نُغيّر وجهات نظرنا المتعلّقة برجائنا وتضامننا وفرحنا، ممّا سيجعل السنة الجديدة أكثر بريقاً”.