تتقلب الحياة بنا ما بين صعود وهبوط، ومن المؤكد أننا مررنا ببعض التجارب المُحبطة حيث يبدو لنا أن الأمور التي كانت تُشعرنا بالأمان بدأت تتزعزع وأننا لا نستطيع تحقيق أي شيء.
لدى بعض الناس فهم عميق لما فعله الله في حياتهم، ربما شعروا أن الله قد أعطاهم كل ما يريدونه، وأكثر من ذلك، أو ربما اختبروا استجابة الله لصلواتهم بشكل مباشر جداً، لإظهار كيف عمل الله في حياتهم، من ناحية أخرى، في اللحظات التي يبدو فيها أن كل شيء ينهار، قد يكون من الصعب أن نرى كيف يعمل الله، لكن علينا أن نعرف أنه معنا، فإن ساءت الأمور وأصابتنا التجارب، هذا ليس انعكاساً لقوة وصدق محبة الله، كما أنه لا يعني بالضرورة أننا قد أخطأنا في حقه، فحضور الله في الأحداث اليومية يكشف عن نفسه في كل ما نختبره ونتحمله، إنه دائماً في مكان ما يعمل نيابة عنا، وإذا نظرنا عن قرب بما فيه الكفاية وأغلقنا ضوضاء اليوم فسنراه ونسمعه، نحتاج أحياناً إلى الرجوع خطوة إلى الوراء والنظر إلى الصورة الكبيرة لحياتنا حتى نرى يد الله فيها “اصبع الله في التاريخ”، كن مطمئناً، فالله هو المسيطر، وقد قاد حياتك بأكملها حتى الآن، من الأحداث اليومية الصغيرة إلى الأحداث التي تغير حياتك، توقف لحظة لتفكر في حياتك، والطرق المختلفة التي قادتك إليها، وحاول أن ترى كيف كان الله معك طوال الطريق:
من خلال الآخرين: أحياناً لا ندرك أن الله يستخدم أشخاصاً آخرين في حياتنا لتحقيق مشيئته، غالباً ما يستخدم العائلة والأصدقاء لإرشادنا وتقويتنا وتشجيعنا، فإذا كان لديك أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء يعرض عليك المساعدة المادية عندما تكون في حاجة إليها فعلاً، أو يعتني بك عند الحاجة إليه، فإن الله يستخدم هذا الشخص للوصول إليك.
من خلال الكنيسة: لا يمكننا أن نبدأ في فهم فكر الله، ولكن يمكننا أن نتعلم الكثير عنه من خلال كلمته، فالله يستخدم كلمته والذين يشاركونها مع الآخرين للعمل في حياتك، والكنيسة موجودة لتوفير الوصول إلى كلمة الله ومساعدتك على فهمها.
أثناء التحديات: الله بالفعل يعمل في حياتنا من خلال الضيق والمشقة، أحياناً يستخدم هذه الأوقات لمساعدتنا على النمو أو لإفادة من حولنا، قد يستخدم التحديات لمنعنا من فعل شيء ضار أو لتحفيزنا على فعل الصواب، أحياناً يسمح فقط للمشاكل بالدخول في حياتنا لتقريبنا منه، تذكر هذا في المرة القادمة التي تواجه فيها يوماً صعباً، الله معك في كل صعوبة في حياتك، سواء كانت كبيرة أو صغيرة.
من خلالك: أخيراً، يعمل الله في حياتك من خلال الأشياء التي تقولها وتفعلها، جزء من كونك مسيحياً هو مشاركة محبة الله مع الآخرين، فإذا كنت قد عرفت محبة الله وإرشاده طوال حياتك، فعليك مشاركة ذلك مع الآخرين، إذا كان لديك أحد أفراد أسرتك يعاني من بعض الصعوبات أو اتخذ بعض القرارات السيئة، فتحدث معه وقدم له نصيحتك، إذا رأيت شخصاً محتاجاً ويمكنك المساعدة، فافعل شيئاً حيال ذلك، كن مصدر التشجيع والحب الذي يحتاجه العالم بشدة.
لذلك، تذكر أن الله لن يتركك أبداً، إنه حاضر معك في الأوقات العصيبة كما في الأوقات الجيدة، قد تشعر وكأنك تمر بهذا الصراع بمفردك، ولكن الله سيكون بجانبك حتى النهاية، في وحدتك وخوفك وألمك، لا تفقد الأمل أبداً، يقول الله لا تخف بأمر حنون ومحب إنه معنا، ومع ذلك، فإن عواصف هذه الحياة تتحدى بلا هوادة ولاء روحنا لتصديق ما هو حقيقي، “أؤمن يا سيد فاعن عدم إيماني” مهما كان ما تمشي فيه اليوم، امشي بثقة، لأن الله معك في كل خطوة على الطريق.