“الله يُبالغ في تقديرنا”: هذا ما قاله البابا فرنسيس في عظته التي ألقاها مساء البارحة 24 كانون الأوّل 2020 ضمن قدّاس عيد الميلاد مُضيفاً: “الله يفعل ذلك لأنّه يُحبّنا حتّى الموت… ومحبّة الله لنا لا تتوقّف ولن تتوقّف يوماً علينا: إنّها محبّة مجانيّة ونعمة محض”.
في التفاصيل، احتفل الأب الأقدس بقدّاس ميلاد المسيح في بازيليك القدّيس بطرس مع مراعاة القيود المفروضة: قُرِّب موعد القدّاس إلى السابعة والنصف مساء بسبب حظر التجوّل في إيطاليا، وكان فقط حوالى 200 شخص موجودين في القدّاس، من أصلهم 30 راهبة، و30 كاردينالاً شاركوا البابا الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة.
في عظته، أشار الحبر الأعظم، كما كتبت الزميلة آن كوريان مونتابوني من القسم الفرنسيّ في زينيت، إلى أنّ “ولادة المسيح هي الحداثة التي تسمح لنا كلّ سنة أن نولد من جديد من الداخل، وأن نجد فيها قوّة مواجهة كلّ تجربة. نعم، لأنّ ولادته هي لنا جميعاً: لي ولك ولكلّ إنسان. وإن كنّا أُمّيّين في الطيبة، فالله يحبّ أن يفعل المعجزات عبر فقرنا”.
وأضاف أسقف روما: “اليوم، يقول الله لكلّ منّا: أنت روعة… لا تفقد شجاعتك. هل تشعر أنّك أخطأت؟ الله يقول لك “أنت ابني”. هل تشعر أنّك لا تنجح، وتخشى ألّا تكون ملائماً وألّا تخرج من نفق التجربة؟ الله يقول لك “تشجّع أنا معك”. إنّ نقطة انطلاق أيّ ولادة جديدة هي أن نعرف ذواتنا أنّنا أبناء وبنات الله: هذا هو قلب رجائنا الذي لا يُدَمّر، والنواة المتّقدة التي تدعم الوجود: تحت حسناتنا ومساوئنا، ثمة حقيقة أقوى من جراح الماضي وفشله، وأقوى من المخاوف والقلق على المستقبل: نحن أبناء محبوبون”.
وختم الأب الأقدس عظته قائلاً: “أُعطي لنا ابن. هذا أنت يا يسوع، الابن الذي يجعلني ابناً. تُحبّني كما أنا، وليس كما أحلم أن أكون. ومع تقبيلك يا طفل المذود، أقبّل مجدّداً حياتي. مع استقبالك يا خبز الحياة، أريد أنا أيضاً أن أعطي حياتي. أنتَ يا مُخلّصي، علّمني أن أخدم. أنت يا مَن لا تتركني وحيداً، ساعدني لأعزّي إخوتي لأنّهم أصبحوا جميعاً إخوتي ابتداءً من هذه الليلة”.
بعد العظة، تلا الموجودون قانون الإيمان، وجثوا جميعاً مُعلنين أنّ الله أصبح إنساناً، مع الإشارة إلى أنّ البابا كرّم شخص الطفل يسوع الموجود إلى يمين المذبح مع بداية القدّاس.