“البابا سيزور فرنسا”: هذا ما أكّده أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين للتلفزيون الفرنسيّ KTO خلال مقابلة بتاريخ 29 كانون الثاني 2021، كما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، أجرت فيليبين دي سان بيار مديرة المحطّة المذكورة مقابلة مع الكاردينال بارولين الذي أخبر عن رغبة الأب الأقس وجهوزيّته لهذه الزيارة، بعد أن دعته مراراً السلطات الكنسيّة والمدنيّة الفرنسيّة، إلّا أنّ أيّ موعد لم يُحدَّد بعد.
وخلال المقابلة التي دامت نصف ساعة وجرت في السفارة البابويّة في باريس، تطرّق بارولين إلى مهمّته التي تقضي بأن يكون المعاون الأقرب للبابا، على رأس أمانة سرّ الدولة التي “تواجه مع الحبر الأعظم جميع مشاكل الكنيسة”. وقد حدّد الكاردينال المراحل المستقبليّة للإصلاح الحاليّ للكوريا الرومانيّة قائلاً: “نتكلّم عن دمج “مجمع أنجلة الشعوب” مع “المجلس الحبريّ لأجل الأنجلة الجديدة”، ودمج “مجمع التعليم الكاثوليكي” مع “المجلس الحبري للثقافة”. ويجب ألّا يطول إنهاء الدستور الجديد للكوريا، على أمل صدوره قبل نهاية هذه السنة”.
كما وشرح بارولين أنّ “البابا فرنسيس أراد من هذا الإصلاح مواجهة المشاكل لجعل الكوريا الرومانيّة شفّافة بقدر الإمكان، لأنّ الشعوب لن تقبل الإنجيل إلّا من قبل كنيسة شفّافة كلياً وإنجيليّة”.
تشجيع مسيحيّي العراق
قبل شهر على الرحلة الرسوليّة المرتقبة إلى العراق (5 – 8 آذار)، أكّد بارولين أيضاً خلال المقابلة أنّ الأب الأقدس متمسّك برحلته، “على الرغم من المصاعب”: “إنّه يريد الذهاب إلى العراق لتشجيع المسيحيّين، لكن أيضاً لدعم الحوار بين الأديان والاستقرار السياسيّ في البلد”.
ثمّ حيّى الكاردينال بارولين توقيع “الوثيقة حول الأخوّة الإنسانيّة” التي تطبع برأيه “تقدّماً كبيراً في العلاقات بين المسيحيّين والمسلمين… إن اقتنعنا جميعاً بالأخوّة العالميّة، سيتغيّر العالم كثيراً”، مُذكِّراً بأنّ “الكنيسة لا تتعاطى السياسة بل عليها أن تُنير الضمائر وأن توقظها”.
من ناحية أخرى، وبعد سؤاله عن مشروع القانون ضدّ الانفصاليّة في فرنسا، أشار بارولين إلى “تعقيد المسألة” مُحذِّراً مِن “قانون قد يشكّك في التوازن الموجود منذ قرن”، أي منذ قانون الفصل العائد لسنة 1905. كما وتمنّى أن تؤخذ اقتراحات الأساقفة الفرنسيّين بعين الاعتبار “لعدم خلق مشاكل لاحقاً”.
وأكّد الكاردينال أنّ “للديانات دوراً تلعبه، وعليها أن تُسمِع صوتها، أحياناً حيث تكون السياسة بلا صوت ولا تعرف ما تقوله… قد يمشي الكاثوليك عكس التيّار، لكن ليس عليهم أن يبحثوا عن الصراع حبّاً به”، داعياً إلى مواجهة “صادقة ومباشرة”.
وأخيراً، تطرّق أمين السرّ إلى الاتّفاقية حول تسمية أساقفة في الصين، وهي اتّفاقيّة انتقدها البعض، قائلاً: “الوضع معقّد وصعب، وقد تكون هناك وجهات نظر مختلفة، إلّا أنّ البابا فرنسيس يُفضّل سياسة الخطوات الصغيرة. وهذه الاتّفاقيّة لا تهدف إلى “حلّ جميع المشاكل”، بل هي نقطة انطلاق فحسب”.