مع التأمّل بصبر قلب سمعان الشيخ “مرآة صبر الله” في إنجيل عيد تقدمة يسوع إلى الهيكل، دعا البابا فرنسيس المُعمّدين والمُكرَّسين إلى “الصبر” في الحياة الشخصيّة والجماعيّة وبوجه العالم، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان.
في الواقع، ترأس الأب الأقدس مساء 2 شباط 2021 قدّاس تقدمة يسوع إلى الهيكل من قبل مريم ويوسف، وهو تاريخ صادف أيضاً اليوم العالمي الخامس والعشرين للحياة المكرّسة، والذي أسّسه يوحنا بولس الثاني.
وقد نصح البابا في عظته بعدم الشكوى بل بتعزيز الرجاء قائلاً: “نحن بحاجة إلى هذا الصبر كي لا نبقى سجناء الشكوى. بعضهم أسياد في الشكوى والتذمّر… لا، الشكوى المستمرّة تسجن… غالباً ما نسمع “لم تعد لدينا دعوات”… “نعيش في زمن صعب”… “لا، لا تقولوا لي هذا”… وبهذا، نكون نُعاكس الصبر الذي يعمل به الله، الذي يحكم بدوره على كلّ شيء، فيما يعمل أيضاً على قلبنا: “الآن أو أبداً، الآن، الآن…” وهكذا، نخسر فضيلة الرجاء الصغيرة، لكن الأجمل من بين الفضائل. رأيتُ الكثير من المُكرَّسين يفقدون الرجاء، فقط جرّاء قلّة صبرهم”.
وأضاف: “فلنتأمّل بصبر الله ولنطلب منه صبر سمعان الواثق، وصبر حنّة، كي تتمكّن أعيننا من رؤية نور الخلاص وحمله إلى العالم أجمع، مثل العجوزَين اللذين حملاه في التسبيح”.
Messe de la Présentation, 2 fév. 2021, capture @ Vatican Media
وبعد نهاية القدّاس الذي ترأسه في بازيليك الكرسي الرسولي عند مذبح الكرسي، تطرّق الأب الأقدس إلى علاج صعوبات حياة الجماعة، موصياً بعدم التذمّر وعدم التكلّم بالسوء عن الآخرين، مُشيراً إلى علاج ضدّ الثرثرة، ألا وهو “الفكاهة”.
ونصح الحبر الأعظم بـ”الهرب مِن الثرثرة التي تقتل حياة الجماعة”، طالِباً عدم التشهير بالآخرين، وموصياً بـ”عضّ اللسان بدلاً مِن الانجراف في التكلّم بالسوء عن الآخرين”.
وخلُص البابا إلى القول: “هناك دائماً أمور لا نحبّها، أليس كذلك؟ لا تفقدوا حسّ الفكاهة رجاءً، فهو يُساعدنا كثيراً. إنّه المضاد للثرثرة: يجب أن نعرف كيف نضحك على تصرّفاتنا وأنفسنا وعلى الأوضاع بقلبٍ نقيّ، بدون فقدان حسّ الفكاهة. هذا سيُساعدنا كثيراً”.
نذكر هنا أنّ خبرة البابا في حياة الرهبنة والجماعة تعود إلى 63 سنة، أي منذ دخوله دير اليسوعيّين في الأرجنتين بتاريخ 11 آذار 1958، عندما كان في سنّ الواحدة والعشرين.