Le Sidra, livre sacré en araméen

العراق: البابا يُعيد كتاب قراقوش المقدّس إلى دياره

تسليم الكتاب بالآراميّة إلى كنيسة السريان

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

لمناسبة رحلته المرتقبة إلى العراق (5 إلى 8 آذار)، سيجلب البابا فرنسيس معه إلى البلد كتاباً مقدّساً من القرنين الرابع عشر والخامس عشر باللغة الآراميّة، يعود للكنيسة المسيحية السريانيّة في مدينة قراقوش العراقيّة: الكتاب الذي تمّ تجديده وصيانته في إيطاليا سُلِّمَ للأب الأقدس خلال مقابلة يوم الأربعاء 10 شباط العامّة، والتي ترأسها الأخير في مكتبة الفاتيكان الخاصّة، بحسب ما أشار إليه الكرسي الرسولي.

والكتاب الذي يضمّ صلوات ليتورجيّة، سيُعاد إلى كنيسة “القدّيسة مريم التي حبل بها بلا دنس” في قراقوش، كي يستعيد إيقاعه في الليتورجيا، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ.

بفضل كهنة المدينة، تمّ إنقاذ الكتاب من اضطهاد المسيحيين على يد داعش. وبعد أن وُجِد في إربيل في كانون الثاني 2017 من قبل الصحافيَّين لاورا أبراتي وماركو بوفا، سلّمه رئيس أساقفة الموصل المونسنيور يوحنا بطرس موشي لمتطوّعي “اتّحاد منظّمات التطوّع المسيحيّ المعني بتقديم التنشئة والتدريب للمتطوعين” FOCSIV. وبعد 40 يوماً من السفر، وصل الكتاب إلى إيطاليا حيث تمّت صيانته تاريخيّاً وتجديده مجّاناً من قبل مركز معالجة الأرشيف والكتب ICPAL التابع لوزارة النشاطات الثقافيّة في إيطاليا.

اللقاء مع البابا فرنسيس

خلال اللقاء مع البابا فرنسيس، شرحت رئيسة FOCSIV إيفانا بورسوتو (بحضور بعثة صغيرة) أنّ “الكتاب اللاجىء هو مِن أقدم الكتب المحفوظة في كنيسة السيّدة في قراقوش، في سهل نينوى”. وقالت للبابا: “اليوم، يسرّنا أن نُسلّمه رمزيّاً بين يدي قداستكم ليعود إلى دياره وكنيسته في الأرض المجروحة، كرمز للسلام والأخوّة”.

ومع انتهاء المقابلة العامّة، أعلنت الرئيسة أنّ “إنقاذ كتاب قراقوش المقدّس هو جزء مِن التزام الاتّحاد لأجل إعادة بناء النسيج الاجتماعي لأرضٍ كأرض الكردستان العراقي والعراق”.

أعمال الصيانة

كان كتاب “سيدرا”  SIDRA المقدّس في حالة حفظ سيّئة، مع مشاكل معقّدة: كانت بُنيته مُهدّدة والصبغة مع الحبر بحالة سيّئة جدّاً، فيما الورق هشّاً وشقوق خشب الغلاف متحلّلة.

وحالة الكتاب مع مصدره وخصائصه تطلّبت من خبراء اللغة السريانيّة فحصاً دقيقاً ومقارنة مع بعض الكتب التي صدرت في الحقبة نفسها، والمحفوظة في مكتبة الفاتيكان الرسوليّة.

وقبل الدخول في مرحلة “العمليّة الجراحيّة”، تمّ إخضاع الكتاب إلى تحاليل عِلميّة في مختبرات ICPAL للبيولوجيا والكيمياء والفيزياء والتكنولوجيا، بهدف تحديد المواد وتحديد نسبة تدهور كلّاً منها.

أمّا أعمال الصيانة بحدّ ذاتها فقد دامت 10 أشهر وقد سمحت بإيجاد حلول مناسبة لهذه المشاكل التي نادراً ما تكون موجودة في كتاب واحد: عدم استقرار الحبر الذي أوجب توطيداً لكلّ حرف؛ سحب الشريط اللاصق ونقط الشمع؛ تمزّق وشقوق دعامة الكتابة؛ ضعف الأجزاء البُنيويّة؛ فجوات في قطع الخشب والجلد. أمّا العنصر الأساسيّ الوحيد الذي وجب استبداله كان الخيط الذي يربط الكتيّبات، وهو اليوم محفوظ في حاوية.

من ناحية أخرى، تعتقد الرئيسة بورسوتو أنّ “مشاريع التعاون الثقافي والتعليمي ومشاريع التنشئة هي التي ستُساعد الشرق الأوسط على استعادة تقاليده وثقافة التسامح والاستقبال…” وختمت قائلة: “سيُتابع الكتاب مسيرته في السنة الليتورجيّة بالآراميّة، وسيبقى شعب سهل نينوى يرتّله، فيما يتذكّر أنّ مستقبلاً آخر هو دائماً ممكن”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير