“تحمل المواضيع التي اختارها البابا فرنسيس والشغف الذي أظهره في “جميعنا إخوة” نفحاً عالميّاً”: هذا ما أكّده رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، كبير كنيسة إنكلترا والقائد الروحي لأكثر مِن 70 مليون أنجليكاني في العالم.
ففي مقابلة أجرتها معه الجريدة الإيطاليّة Avvenire نُشِرَت بتاريخ 11 شباط 2021، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي، تكلّم ويلبي عن اختباره في الوباء والعزل، كما عن صداقته مع البابا فرنسيس قائلاً: “نحن نتشاطر الكثير مِن الأولويّات”.
وشرح ويلبي أنّ البابا فرنسيس “يُشير في الرسالة العامّة كيف أنّ بعض المواضيع المهمّة في حياة الكوكب متّصلة ببعضها البعض. لا يمكن أن تكون هناك أخوّة حقيقيّة بلا عدالة. إنّ معاناة شخص تؤثّر على العالم كلّه، ولدى البشر الإمكانيّة والقدرة على تغيير الأمور حقّاً”.
مُشاطِراً قلق البابا حيال “تغيّر المناخ”، أشار جاستن ويلبي إلى أنّ “الانشغالات بشأن الكوكب تتداخل مع مشاكل العدل والفقر. الفقراء هم أكثر مَن يُعانون من نتائج الأضرار البيئيّة”.
كما وتكلّم ويلبي عن الأمثولات التي على البشريّة أن تتعلّمها مِن الوباء قائلاً: “أهمّ ما علّمنا إيّاه الوباء هو إلى أيّ مدى نعتمد على بعضنا البعض، وإلى أيّ درجة الصداقة والتواصل البشريّ ضروريّين. وهذا هو حال اللقاح. لن يكون أحد بأمان طالما أنّ العالم برمّته لن يكون بأمان… كلّ إنسان جزء من صورة أكبر”.
وتماماً كالبابا فرنسيس، أكّد ويلبي أنّنا بعد الوباء “لن نتابع العيش كما كنّا نفعل… وأفضل طريقة لتذكّر مَن خسرناهم تقضي باقتصاص أمثولات الماضي والعمل معاً لبناء عالم أكثر إنسانيّة وعدلاً”.
نذكر هنا أنّ رئيس أساقفة كانتربري شجّع البريطانيّين منذ فترة على الخضوع للّقاح قائلاً إنّ الأخير “جزء من نداء يسوع المسيح لحُبّ القريب كما حبّنا لنفسنا”. وقال ويلبي (الذي تلقّى اللقاح في مستشفى سانت توماس) إنّه “مقتنع بأنّ اللقاح هو الجواب على صلواتنا، والبرهان على الرّجاء العام الذي يولّده وعد الله بتغلّب النور على الظُلمة”. ثمّ شجّع الجميع “على أخذ اللقاح بأقرب وقت ممكن. إنّ اللقاح يُذكّرنا أنّه علينا التأكّد من أنّ جيراننا في العالم أجمع يحقّ لهم أيضاً بهذا الدواء بأقصى سرعة ممكنة”.
غالباً ما شعرتُ شخصيّاً بالحاجة إلى الله
دائماً في سياق المقابلة، تكلّم جاستن ويلبي عن اختباره الشخصيّ خلال فترة العزل قائلاً: “أنا أيضاً شعرتُ بالحاجة إلى الله. ففي الأشهر الخيرة، غالباً ما تأمّلتُ في كلمات الفصل السابع من إشعيا، الآية 9: “إن كنتم لا تؤمِنون، فلَن تَأمَنوا”.”
وشرح رئيس الأساقفة أنّ الرياضة في فترة الإقفال الثالثة في بريطانيا تساعده بما أنّه يخرج إلى الهواء الطلق، بالإضافة إلى مخاطبة الله والصلاة ومشاطرته انشغالاته. “إن كنتم تُعانون، اطلبوا المساعدة من الله”.
من ناحية أخرى، تكلّم ويلبي عن إجازة سيأخذها طوال أشهر الصيف، بما أنّ آخر إجازة له كانت سنة 2005، شارِحاً: “الإجازة فكرة تأتي مباشرة من الكتاب المقدّس، ومِن مثال يسوع الذي قرّر الانعزال لتمضية الوقت مع الله. إنّها أيضاً مناسبة لتعلّم التواضع، وطريقة لنعرف أنّ عمل الله سيتتابع بكلّ الأحوال، بفضل الروح القدس”، مُشيراً إلى أنّه سيستخدم الأشهر الثلاثة “للعمل على المصالحة وهو موضوع بغاية الأهمية في الإنجيل”، بعد أن كرّس له قسماً كبيراً من حياته.
وختم قائلاً: “أنا مقتنع بأنّ موت المسيح على الصليب وقيامته هما نداء لجميع المسيحيّين لقول الحقيقة والعمل لأجل السلام والعدالة. هذه هي المواضيع التي سأستكشفها خلال إجازتي وفترة الدراسة”.