ووقعت علينا ” الإماتات” ، في معظمها، دون أن تسألنا الأذنات.
ثم أطل الصوم، وكل ما “يميت” قد سئمه القوم.
فعلى ما نصوم السنة؟
في الحقيقة، هي فرصة لنتبصّر أعماق معاني صومنا الذي يهدف – دائماً – الى ما هو أبعد من مجرد الإمتناع عن “الملذات” لإماتة الذات.
في الأسبوع الأول : ماذا لو ركزنا على الصوم عن منطق اليأس؟ ل”نفطر” على منطق الرجاء.
وعندما ننظر إلى كيفية استخدام اللغات الكتابية لكلمة اليأس في الكتاب المقدس ، نتعلم أن اليأس في اللغة الأصلية للعهد القديم يشير الى ( اللاحياة = lifelessness ) – ليس موتًا حرفياً – بل حالة ال(الأحياء الموتى). أما في اليونانية ، لغة العهد الجديد فاليأس يعني أن تضيع ، بدون طريق ، و تهيم بلا اتجاه. وهكذا فإن الرجاء الذي هو عكس اليأس يبقى حياة تُعاش في منطق تقدير لقيمة الحياة حيث نجد أنفسنا – فوق أي صعوبة – مدركين للإتجاه الصحيح.
والتفاؤل ليس كالرجاء فبينما الأول هو الإيمان بأن الأمور ستتحسن ، يدرك الثاني ، أن الأمور قد تتحسن ، وقد تسوء ، وقد تظل كما هي لفترة لا يستهان بها ؛ وبغض النظر يثق، إن الله يعمل. الرب معنا ، حتى – وعلى وجه الخصوص – عندما تتراجع الأمور. يقول اشعيا أن “الرَّبُّ لاَ يَخْزَى مُنْتَظِرُوهُ”. هناك حيث يُدفن التفاؤل في قبر ، ويُغلق عليه بحجر يظل الرجاء صامداً يرى انتصار الرب يتألق “ملوكياً”… يهتف لكل منا ” كن قيامياً “!!!
اليوم، حين يجرنا الواقع الى قبور شتى هلموا ” نميت” اليأس و نحيي الرجاء الواثق بمن هو الطريق يقودنا الى حيث يشاء : من الظلمة الى الضياء.