المقدمة
بعد أن تَعَّرفنَّا على الأسباب التي جعلت متى الإنجيلي يفتتح بشارته باسم “يسوع المسيح” كبطل أوّل إنجيل بالعهد الثاني وهو بمثابة مرحلة جوهرية لدي الإنجيلي. فنجده يرتكز في المرحلة الثانية على شخصيتين كان لهما ثِقلهما في القدم بسبب تجاوبهما مع النداء الإلهي بشكل متميز بالعهد الأول، وأسمائهما تَّلتّ إسم يسوع مباشرة وهما: داود وإبراهيم. كليهما صار مستودعًا للوعد الإلهي. فسواء داود أم إبراهيم هما نبع “ولادات الأجيال المتلاحقة” الّتي نمت منهم تمت تحت علامة البركة المتميزة. في هذه المرحلة يكشف لنا متى البشير أن التواصل بين الله والإنسان، يحتاج لأشخاص بشريين ومختلفين من حيث الأزمنة وأيضًا الأماكن حتى يتمكن الشخص الإلهي التواصل مع كل البشرية. وفي هذا المقال سنتعرف على طرق التواصل بين الله والبشر وأيضًا سنتوقف على إحدى الحقبات الجوهرية الّتي تجذرت فيها العلاقة بين الله والبشرية.
- أشكال التواصل الإلهيّ
بدأ شكل العلاقة بين الله والإنسان، والتي بادر فيه الله من خلال الكشف عن ذاته للإنسان الذي بتجاوبه ينمو في مسيرة التواصل. بدأ الله بالنداء بالإسم لبعض الشخصيات الكتابية بشكل مباشر، وآخرين بشكل ضمني من خلال إرسال شخصيات بشرية أو ملائكة تحمل رسالته الإلهية. كل هذا قام به الشخص الإلهي ليدخل في علاقة مع العالم البشري. تمَّ هذا التواصل في عدة أشكال متباينة مثل:
- الحوار
شكل الحوار هو أول صورة للتواصل بصورة فردية بين الله والإنسان الذي تجاوب معه. على سبيل المثال حوار الله مع إبراهيم: «قالَ الرَّبُّ لأَبْرام: “اِنطَلِقْ مِن أَرضِكَ وعَشيرَتكَ وبَيتِ أَبيكَ، إِلى الأَرضِ الَّتي أُريك. وأنا أَجعَلُكَ أُمَّةً كَبيرة وأُبارِكُكَ وأُعظِّمُ اسمَكَ، وتَكُونُ بَركَة. وأُبارِكُ مُبارِكيكَ، وأَلعَنُ لاعِنيكَ وَيتَبَارَكُ بِكَ جَميعُ عَشائِرِ الأَرض”. فاَنطَلَقَ أَبْرامُ كما قالَ له الرَّبّ» (تك 12: 1- 4). هكذا إستمرت العلاقة بين الإلهي والبشري مع إسحق ويعقوب في فترة البطاركة. ويليها مع موسى القائد لبني إسرائيل (راج خر 3: 1- 6). يتضح أيضًا الحوار العلائقي بين البشري والإلهي في دعوة مار بولس (راج أع 9).
- الحلم
هناك أيضًا شكل آخر من التواصل بين الإلهي والبشري من خلال الحلم مثل يعقوب البطريرك الثالث: «واتَّفَقَ أَنَّه وَجَدَ مَكانًا باتَ فيه، لأَنَّ الشَّمسَ قد غابَت. فأَخَذَ بَعضَ حِجارةِ المَكان. فوَضَعَه تَحتَ رَأسِه ونامَ في ذلك المَكان. وحَلَمَ حُلْمًا» (تك 28: 11-12). وأيضًا يوسف إبن يعقوب الشهير الذي أوحى الله له في الحلم برسالته المستقبلية ثم رسالته بتفسير الأحلام لأصدقائه وأخيراً قام بتفسير أحلام فرعون ملك مصر (راج 37: 2- 11).
- إرسال شخص بشري أو ملاك
إستمر الرب في الكشف عن ذاته بطرقه من خلال القضاة الكبار والصغار من نساء ورجال (راج سفر القضاة). ثم الأنبياء والملوك. وهنا على سبي المثال كشف الرب عن مخططه الإلهي من خلال شخص صموئيل لإختيار داود ملك على شعبه بعد قطع علاقة التواصل من خلال شاول الملك السابق لداود (1صم 16: 1- 13).
من خلال ذات المنطق نجد إستمرارية الرب في ندائاته الإلهية من خلال ملاكه: مثل جبرائيل حامل الرسالة الإلهية لزكريا الكاهن: «أَنا جِبرائيلُ القائِمُ لدى الله، أُرسِلتُ إليكَ لأُكلِّمَكَ وأُبَشِّرَكَ بِهذه الأُمور» (لو 1: 19). وأيضًا رسالة الرب مع ملاكه لندائه بدعوة مريم الخاصة: «في الشَّهرِ السَّادِس، أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ اسْمُها النَّاصِرَة […] فدَخَلَ إلَيها فَقال: “إفَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ…”» (لو 1: 26- 38).
كل ما نَوَّهنا عنه حتى الآن، ما هي إلا أشكال مختلفة، أظهرت لنا نحن البشر صور لتواصل الرب بالإنسان خليقته سواء رجل أم إمرأة. هذا ما نراه مع مريم إذ أرسل الرب ملاكه حاملاً رسالته، وفي شكل “الحوار” دعاها لتكون أم الله. وإختار شكل “الحلم” كطريقة للتواصل الرب شخص آخر في العهد الثاني، والذي من خلاله وقع الإختيار الإلهي على شخص يوسف البتول تلبية للنداء الإلهي. وتجاوب يوسف تمَّ من خلال حضوره الإيجابي، وتلبيته لما رآه في الحلم، لتواصل العلاقة بين الله والبشر، بحضوره المادي في حياة يسوع ومريم. إذ هو، كما نعلم، رجل يهودي نشأ على الديانة اليهودية فيما قبل التاريخ. ونجده إنه من خلال جنسيته العبرية، وديانته اليهودية، … ساعد أن يكون حلقة وصل بين الكثير من الحقبات والأجيال. دور يوسف لدى متى الإنجيلي بعيد إذ يربط حقبته بالكثير من الحقبات التي تسبقه مثل: “حقبة البطاركة” التي إفتتحها إبراهيم. ثم “حقبة القضاة” التي إفتتحها يشوع. “حقبة الملوك” التي إفتتحها شاول وتميز فيها داود. في الوجهة المتاوّية، دور يوسف هو أن يكون شاهد على هذا الخيط الرفيع الذي سيكتمل بل سيجد ذُروته في شخص يسوع إبن الله وإبن الإنسان معًا.
- الأصل الملكيّ
يشير الإنجيلي متى في أولى آياته ذاكراً: «نَسَبُ يَسوعَ المسيح اِبنِ داودَ» (1:1). وبهذا يعطي متى أوّل لقب ليسوع من أوّل كلماته ذاكراً “إبن داود”. حينما نقول داود في العهد الأوّل نشير للعرش الملكي، للتوازن والنهضة والإستقرار التي تمتع بها بني إسرائيل في المملكيتين الشمالية والجنوبية ق.م. بعشرة قرون تقريبًا، أي ألف عام. يأتي يسوع، في ختام هذه الألفية من جلوس داود على عرشه، كإبن لداود وهو المسيح المنتظر. الذي وعد به الله داود قبلاً فقال:
«سأقيمُ لَكَ اسمًا عَظيما كأَسْماءَ العُظَماءِ الَّذينَ في الأَرض، وأَجعَلُ مَكانَّا لِشَعْبي إِسْرائيل، وأَغرِسُه فيَستَقِرُّ في مَكانَّه ولا يَضطَرِبُ مِن بَعدُ، ولا يَعودُ بَنو الإِثمِ يُذِلُّونَه كما كانَّ مِن قَبلُ، مِن يَومَ أَقَمتُ قُضاةً على شَعْبي إِسْرائيل. وسأريحُكَ مِن جَميعِ أَعْدائِكَ. وقد أَخبَرَكَ الرَّبُّ أَنَّه سيُقيمُ لَكَ بَيتًا. واذا تَمَّت أيَّامُكَ وآضطَجَعتَ مع آبائِكَ، اقيمُ مَن يَخلُفُكَ مِن نَسلِكَ الَّذي يَخرُجُ مِن صُلبكَ، (واثبِّتُ ملكَه. فهو يَبْني بَيتًا لآِسْمي)، وأَنَّا اثبِّتُ عَرشَ مُلكِه لِلأَبَد. أَنَّا أَكونُ لَه أبًا وهو يَكون لِيَ ابنًا »(راجع 2صم 7: 9- 14).
ما أعلنه الله في هذا النص هو قراءة لماضي بني إسرائيل قبل مُلك داود وبعده. قبلاً كانت إسرائيل فقيرة، لأنها كانت تعيش حياة في إنتطار (بدون) المسيا أي قبل تجسد المسيح. كل الأفعال المستقبلية التي يعلنها بحسب فكر متى قد تحققت في شخص يسوع وهو مُتمم الوعد الإلهي الــمُعطى من الله لداود.
- لقب إبن داود لدى متى
نقرأ في الإنجيل بحسب متى، إنه ليس يسوع فقط هو الذي لَقَّبّهُ متى بلقب “إبن داود” بل هناك أيضًا يوسف الذي تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: «يا يُوسُفَ ابنَ داود …» (1: 20). نعم يوسف هنا هو وريث داود ومن خلال أبوته الأرضية ليسوع. دوره كحلقة وصل هامة إذ يجمع في عصره بين عصر ورسالة داود الجد الملك الأرضي وبين رسالة يسوع الملك الإلهي. يوسف هو من نسل داود الذي وعده الله بالمسيح (راج 2صم 7؛ 11). فالله-الآب هو الذي أعطي الوعد بنفسه لداود، والله-الإبن هو الموعود به. ما يعد الله به في النهاية هو ذاته الإلهية، أي أن مُعطي الوعد هو الموعود به. لن يكون ابن داود المسيا الموعود به فحسب، بل سيكون الرب الواعد نفسه.
يوسف هو وريث الوعد من قِبل داود والمدعو من قِبل الكلمة الإلهية لقبول الهبة، بقراره وحريته السامية. بالرغم من الأصل الملكي ليوسف إلا إن دوره كوريث عاشه في الصمت والخفاء بخلاف داود ويسوع. نجح يوسف البتول في أن يبث الميراث الملكي بشريًا ليسوع وهو مستمر في عمله اليدوي كنجار بالناصرة دون أن يتعالى أو يتسامى. وهنا تتضح جوهرية الأصلي الملكي الذي ينتمي له يوسف البتول إذ في إندماجه في المشروع الإلهي بقبول مريم وتولي رعاية الطفل الإلهي، ظهر أصله الملكي في الحياة دون أن يتولى الحكم على عرشِ ما! صار عرشه ببيته المتواضع بالناصرة، وعمله الحرفي، وتحمل مسئولية مريم ويسوع أمام الله وكلنا اليوم كبشرية تتنعم بدوره الملكي في الحياة.
- اللقب العزيز لدى متى “إبن داود”
يتدرج متى في لاهوته منذ أوّل آياته بيسوع المسيح إبن داود كصوت الكاتب. ولكنه في الإصحاح التاسع نجد أن هناك رجلين أعميين يصرخون قائلين: «رُحْماكَ يا ابْنَ داود!» (9: 27). مما يشير إلى أن اللقب العزيز على الإنجيلي فيما يتعلق بمعجزات يسوع في حياته العلنية (١٢:٢٣؛ ١٥:٢٢؛ ٢٠:٣:٣١؛ ٢١: ٩:١٥). قد تحقّق الوعد في شخص يسوع الذي قطعه الله لداود: إنه المسيح أي المسيا المنتظر. وأيضًا أمام الـمرأَةٌ الكَنعانيَّةٌ التي أخذتِ تَصيح ليسوع: «رُحْماكَ يا ربّ ! يا ابنَ داود، إِنَّ ابنَتي يَتَخَبَّطُها الشَّيطانُ تَخَبُّطاً شديداً» (15: 22). صلاة المرأة لها قوة الصراخ، ولكنها أيضًا حكمة الكلمة الدقيقة فقالت: “ارحمني يا رب ابن داود”. إنها الصلاة الأساسية. تطلب الرحمة: “أعطني نعمة”. الكنعانية لا تدعي ولا تطالب بحقوق: إنها تطلب نعمة مِمَن هو من أصل ملكي فإعترافها بيسع كرب وكإبن داود هو إعتراف بملكه. وعلى نفس نمط المرأة كان رد فعل الأعميان في متى 20: 30- 34.
- يسوع يستشهد بداود
أثناء الحوار بين الذي دار الفريسيين ويسوع في متى 12: 1-8، كان موضوعه عن ما يحل وما لا يحل في السبت. وإذ يقارن نفسه بداود كما في سفر صموئيل الأوّل: «فسَلَّمَ إِلَيه الكاهِنُ مِنَ الخُبزِ المُقَدَّس، لأَنَّه لم يَكُنْ هُنالِكَ خُبزٌ ، ما عَدا الخُبزَ المُقَدَّسَ المَرْفوعَ مِن أَمامِ الرَّبِّ لِيوضَعَ خُبزٌ سُخنٌ في يَومِ رَفعِه» (21: 7). هكذا يسوع، بحسب إنجيل متى، لن يعطي فقط الخبز ليشبع الجمع بل هو ذاته يصير خبزاً بقوله: «خُذوا فَكُلوا، هذا هُوَ جَسَدي. ثُمَّ أَخَذَ كَأساً وشَكَرَ وناوَلَهم إِيَّاها قائلاً: اِشرَبوا مِنها كُلُّكم فهذا هُوَ دَمي، دَمُ العَهد يُراقُ مِن أَجْلِ جَماعةِ النَّاس لِغُفرانِ الخَطايا» (26: 26- 28).
- “أَتُرى هذا آبنَ داود؟”
لم يأت فقط إسم يسوع على من شفاهم بعد أن صرخوا إليه: “يا إبن داود …”. بل أتى هذا اللقب أيضًا كرد فعل على لسان الجمع الحاضر والــمُندهش بعد أن شفى رَجُلٍ مَمْسوسٍ أَعمى أَخرَس. فيقول متى مُعلقًا على الوضع أنه: «دَهِشَ الجُموعُ كُلُّهم وقالوا: “أَتُرى هذا آبنَ داود؟”» (12: 22- 23). حتى أن لقبه من الجموع والأطفال هو: «هُوشَعْنا لابنِ داود! تَباركَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ! هُوشَعْنا في العُلى !» (21: 9. 15)
- الـمُلك بينُ داود والمسيح
نقطة الجوهرية التي يثيرها متى في علاقة البنوة البشرية والإلهية تتضح من تساؤله للفريسيين: «ما رَأيُكم في المسيح؟ ابنُ مَن هُوَ؟ “قالوا له: “اِبنُ داود “. قالَ لَهم: “فكيفَ يَدعوه داودُ ربّاً بِوَحْيٍ مِنَ الرُّوحِ فيقول: “قالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: إِجلِس عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيك”. فإِذا كان داودُ يَدعوه رَبّاً، فكيفَ يَكونُ ابنَه؟» (22: 42- 45). لم يفهم الفريسيين حوار يسوع لذا ساد الصمت ولم يتكلم أحد منهم.
- عرش يسوع الملكي
جمع متى ملامح مُلك يسوع مستنداً على الـمـُلك الداودي وعلى أصل يوسف معًا. بمعنى أنه من سرد متى لرواية الآلام نجد كقراء مؤمنين فرق شاسع بين عرش داود الأرضي وعرش يسوع وهو الصليب لوريث الـمُـلك الداودي والإلهي. إذ يروي متى في 27: 27- 30 إكليل يسوع من الشوك الذي وضعه له الجنود قائلين: «السَّلامُ عليكَ يا مَلِكَ اليَهود». ونراه بوضوح سخريتهم: «سلام عليك يا ملك اليهود» (27: 29). هذا التهكم المُبالغ فيه للملك الإلهي يساعدما على فهم ما يكشفه يسوع من جديد وهو مُلكه الأبدي. ثم يشير متى: «وَضعوا فَوقَ رَأسِه عِلَّةَ الحُكمِ علَيه كُتِبَ فيها: “هذا يسوعُ مَلِكُ اليَهود» (27: 37).عنوان الجملة الموضوعة على الصليب، هي التسمية الواضحة لـمشهد يمكن للجميع أن يروا ويفهموا حقيقة الملك فهو الشخص الذي يحرر ويفتح لكل البشرية باب الملكوت.
- علاقة يوسف بداود
إختلاف الحقبات لا يؤثر كثيراً لان الرقي والمستوى الذي تعاملا به سواء داود أم يوسف مع الرب هو مشترك ويمكننا تلخيصه في ثلاث نقاط جوهريين:
الأولى: التجاوب الحّر: تميز داود بالتجاوب مع دعوة الرب بشكل بشري إلا إنه مؤثر. فقد كان داود مؤثراً في حياة بني إسرائيل في نهاية فترة القضاة وعدم وجود رؤية واضحة في العلاقة بالرب. دور داود الملكي ساعد على إستعادة التوازن في العلاقة بالرب والإعتراف به ربًا وملكًا على كل بني إسرائيل. أما دور يوسف المؤثر تجاه كل البشرية وليس شعبًا ما. إذ بتجاوبه مع نداء الله له في الحلم الأول بالتنفيذ لم يعطي رداً شفويًا بل عمليًا.
الثانية: الرجل الشرقي: كليهما رجلين شرقيين تمتعا بحياة طبيعية إلا أن الفكر البشري السائد على رجال عصرهم لم يسد عليهم. ففاقت قدراتهم رجال أزمانهم ونجحا في إتمام المشيئة الإلهية دون أن يعصوا التقاليد والشرائع اليهودية.
الثالثة: الوعد وإكتماله: الوعد الذي أعطاه الرب لداود تممه يوسف فصار يسوع إبن الله وإبنه الأرضي مُتممًا لخلاص البشرية بأكملها.
الخلاصة
الأصل الملكي هو سلوك وحياة وليس كلمات. توقفنا في مقالنا التالي على النقاط الجوهرية التي إزدهرت منذ تولي داود المُلك على بتي إسرائيل. إلا أننا تابعنا جوهري دور يوسف البتول ابن داود في إستمرارية هذا الدور المكي الذي بثه بدوره ليسوع. في القرن العاشر قبل الميلاد تولى داود رسالته كملك أرضي مثبتًا عينيه على الله الملك. وهذا ما فعله يسوع الملك الإلهي حينما قدم ذاته فداء لكل البشرية فزال الـمُلك الأرضي وإنفتحت بقيامته المجيدة أبواب الملكوت الإلهية. مع داود بدأت الألفية العظيمة لبني إسرائيل، أما مع يسوع وصلت إلى قمتها فساد مُلكه وصار أبديًا لكل البشر.