هو هو … من سمح أن يزوره الموت والحزن كي يكون لنا حياةً و أفراحاً.
” نفسي حزينة حتى الموت” (مت 26: 38) قالها الرب جهراً.
منذ السنة المنصرمة والمرض يُفقدنا الكثير من أحبائنا وأسباب أفراحنا. وقد نحتاج لأن نسمح لأنفسنا بالحزن على فكرة الموت والخسارة ومن الجيد الإبتعاد عن إصدار أحكام مبسطة حول الموضوع. فمن الشائع جدًا الاعتقاد التبسيطي بأنه إذا كان الشخص لديه إيمان حقيقي، فيجب أن يكون قادرًا على ترك هذه الحياة وأحبائه وامورها بسهولة …. هناك حقيقة في هذا القول، لكن علينا التروي…. فحتى يسوع الذي واجه موته بالإيمان والشجاعة، واجهه أيضًا بحزن مرير، وسمح ان يقلقه – في ذاك الظلام – التفكير…. و ليس بهذا الحزن عيباً يقول الأب رولهيزر، فإن الأشخاص الأصحاء ، الذين يحبون الحياة ، يجدون صعوبة في التخلي عن مكانهم على موائد هذه الحياة . وهنا بالذات الرب الذي لا يوقفه هذا الحزن عن مخططه الخلاصي، يعود ليعطينا توصية: “من يخسر نفسه يجدها” .
في هذه الليلة، و فيما الظرف قرّبنا من ألوان موتنا فلندخل مع السيد نزاعه ولننزع ادعاءاتنا و لنسمح لذاك الحزن المقدس أن يعيد ترتيب اولاوياتنا. و لنرَ كيف يمكن ان نتحوّل من خسارتنا الى مكاسبها…
فلنعيد من يجب ان يكون الأول وجعلناه ثانويّاً في قائماتنا: الرب!
كم مرة مررنا أمام بابه وعليه نظرة إهتمام ما ألقينا؟
فلندرك أنه نبض الحياة الذي عنه تغاضينا فوجدنا الألم حين -في روتيننا – قيمته أسقطنا !!
اليوم، و بشريتنا تعرق دما وتعاني عزلا:
فلندخل بستانه ولنشكر له الجود. ولنذكر ان على جميع موائد الحياة يبقى حبه أثمن ما في الوجود … بين امواج فنائنا هو من يضعنا على ضفة الخلود.