Good Friday - Didgeman - Pixabay - CC0

يسوع البريء بإمتياز قُدِّم كبش فداء

يا رب، بحق آلامك التي تسببت بها شروري، لا تدع أشواكي إبر تمزق القلوب

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry
وفقًا للشريعة اليهودية، في يوم الكفارة، كان رئيس الكهنة يقوم بوضع يديه على رأس تيس حي ويقر عليه بكل ذنوب شعبه، ويجعل على رأسه كل سيئاتهم مع كل خطاياهم، ثم يرسله بيد من يلاقيه إلى البرية.(سفر اللاويين 16). هكذا كانت الأمور: يتم ضرب التيس بالقصب والأشواك ، ويطُرد ” إلى الخارج” ، ويعود الناس إلى بيوتهم فرحين. يبدو أن العنف تجاه الضحية البريئة كان فعالًا جدًا في تخفيف ذنب المجموعة وعارها – مؤقتًا-!! وهكذا لا تزال تسير الأمور في نواحي بشريتنا: نفس ديناميكية كبش الفداء نمط يُطبق.
يبدو ان غرورنا الجماعي يسعد ويشعر بالارتياح والأمان عندما يتم استبعاد “الخاطئ”. نظنّ أن الأمر ينجح ، ولكنه مجرد وهم … بالطبع، كبش الفداء لا يقضي حقًا على الشر في المقام الأول. كلنا نعلم ان فصل من يرتكبون الشرور لا يقضي على الشر على ما كتب الفيلسوف الروسي ألكسندر سولجينتسين يوماً: “ان الحد الذي يفصل بين الخير والشر يمر في قلب كل إنسان “. و لكن طالما اننا نظن أنّ الشر “هناك”، يمكننا طرد شخص آخر كعنصر ملوث. ونظن اننا نشعر بالطهارة والسلام.
غير انه ليس سلام المسيح الذي “لا يقدر العالم أن يعطيه”!! (يوحنا 27:14)
يذكرنا الأب روهر أنّ المسيح نفسه رضي أن يصير ” كبش فداء” ليكشف عن عدم مصداقية هذه الممارسة. هو نفسه – البريء بإمتياز – قُدم كبش فداء… ورأينا بوضوح كيف يمكن أن يكون الأشخاص مخطئين ولو كانوا في المجتمع متقدمين أو هم من المتعلمين أو حتى من ذوي النوايا الحسنة موصوفين . ها بيلاطس وقيافا (الدولة والدين) ، كلاهما يجدان أسبابًا مصطنعة لإدانة البار – رب العالمين! ( يوحنا 16: 8-11 ورومية 8: 3).
نقف اليوم مجدداً أمام إحياء < الجمعة العظيمة > نتأمل من فدانا و رحمنا. ولكننا لا نتعلم أن نوقف نزف إلقائنا اللوم على (أكباش فداء) في محيطنا ولا نزال في محور تبرير ذواتنا. لا نزال نطلب دماء كبش فداء لنتجنب حقيقة تواطؤنا في الشر. ندين الصلب ونعتمده كأدهى تكتيكات تحويل الإنتباه فعالية. عبر التاريخ تعوّدنا على تخفيف مسؤوليتنا والتخلّف عن تكوين ضمير ناضج في مختلف مجتمعاتنا. نحن نحب أن نترك آخر يتحمل المسؤولية. إنها قصة عالمية قديمة أحبتها جميع الثقافات …
نعم ها < الجمعة العظيمة > أمام أعيننا مرة جديدة… فعلنا نرمي النظرة الخاطئة عن الله كشرطي أعظم ومعاقب أعلى! نظرة نعتنقها وبها نعيق رحمته و خلاصها. أمام السيد المصلوب علنا ندرك كم هو خاطئ إعتقادنا أن عنفنا ضروري و جيد لإنه ” يطهر” !! أمام عري المصلوب فلنعي إن عنفنا يدمر و يعرينا من النعمة و يمزق أرضنا. في هذا الإطار هنا سؤال يردده الأب روهر ومن شأنه هز الضمائر: ” ألم يحن الوقت أن نستبدل يسوع أسطورة عنف الفداء بحقيقة الألم الفدائي؟!”
يا رب، بحق آلامك التي تسببت بها شروري، لا تدع أشواكي إبر تمزق القلوب بل إبر تحيك و ترمم الثقوب. أرني كيف أحمل صليبي ولا أدعه ممر مرارتي الى محيطي بل جسر تعاطف ومحبة وحياة على شاكلة صليبك يا مخلصي!!
Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير