“مَن يؤمن بسرّ القربان لا يشعر أبداً أنّه لوحده في الحياة. بل يعرف أنّه في شَفَق كلّ الكنائس وصمتها، هناك شخص يعرف اسمه وتاريخه، شخص يحبّه وينتظره ويُصغي إليه بملء إرادته. وأمام بيت القربان، يمكن لكلّ إنسان أن يُفصح عمّا في قلبه ويتلقّى العزاء والقوّة وسلام القلب”: هذا ما شرحه الكاردينال جيوفاني باتيستا ري الذي ترأس قدّاس الغِسل مساء الخميس 1 نيسان 2021، باسم البابا، على مذبح كرسي بطرس في البازيليك البابويّة.
في عظته، أشار الكاردينال ري إلى أنّ “وجود القربان لا يمكن شرحه لأنّ المسيح أحبّنا وأراد أن يكون قريباً مِن كلّ منّا طوال القرون حتّى منتهى العالم”، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وأضاف الكاردينال أمام حشد ضئيل جرّاء القيود الصحية المفروضة: “وحده الإله يمكنه تصوّر هبة كبيرة كهذه. ووحدهما السُلطة والحبّ اللامتناهيان يمكنهما أن يحقّقاها”.
ثمّ أشار الكاردينال إلى أنّ الكنيسة تُذكّر يوم خميس الغسل بمحبّة المسيح “التي بلغت أسمى الدرجات في القدرة على الحبّ”: “ابن الله، في حنانه حيالنا جميعاً، لم يُعطِنا شيئاً، بل أعطانا ذاته وجسده ودمه، أي كُلّية شخصه… إنّ القربان هو قلب حياة الكنيسة ووسطها. عليه أيضاً أن يكون محور وقلب حياة كلّ مسيحيّ”.
وتابع الكاردينال شرحه قائلاً: “إلّا أنّ القربان هو في الوقت عينه نداء للأخوّة. إنّه نور يجعلنا نتعرّف إلى وجه المسيح في إخوتنا، لاسيّما المجروحين والأكثر حاجة”، مُشيراً إلى كم أنّ “الكهنوت، الذي بفضله يتوصّل المعمّدون إلى الإفخارستيا والغفران، يُشكّل “هديّة لا تُضاهى”.”
ثمّ دعا الكاردينال ري إلى إطالة السجود للقربان عبر الصلاة في المنزل، “كي نقتصّ القوّة التي نحتاج إليها، الآن أكثر من أيّ وقت مضى”: “علينا أن نرفع صلاتنا بالإجماع كي تُساعدنا يد الله وتضع حدّاً لهذا الوضع المأساويّ”.
وأخيراً، دعا الكاردينال ري إلى “تنظيم حياتنا وسلوك طريق الندامة والتجدّد للحصول على غفران الله”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ ري كان مُحاطاً على المذبح بالكاردينالَين ليوناردو ساندري (77 عاماً) عميد مجمع الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة، وفرنسيس أرينزي (88 عاماً) العميد المتقاعد لدائرة الليتورجيا. وبسبب الوباء، لم تتضمّن الليتورجيا رتبة غسل الأرجل، بل تلا القدّاس سجود قصير للقربان الأقدس، وانتهى بزيّاح حتّى كنيسة القدّيس يوسف في البازيليك الفاتيكانيّة.