“غالباً، نأخذ قرارات بدون استشارة الشعب”: هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس في رسالة مُسجّلة باللغة الإسبانيّة، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ.
في التفاصيل، تعبيراً عن شكره حيال الأمنيات التي وصلته لمناسبة الذكرى الثامنة على انتخابه، شكر الأب الأقدس البابا فرنسيس الأب بيبي دي باولا باسم “كهنة الضواحي” و”جيل فرنسيس” في الأرجنتين. وقد نشر موقع جماعة “جيل فرنسيس” نصّ الرسالة التي وجّهها البابا مع الفيديو في الأوّل من نيسان 2021، بعد أن تلقّى منهم أكثر من مئة ألف رسالة للذكرى الثامنة على حبريّته قائلاً: “هذا هو صوت الشعب”.
ومِن أبرز ما قاله في رسالته: “غالباً اعتدنا أخذ قرارات بدون استشارة الشعب. قرارات مهمّة سواء في حياة الرعيّة عندما لا يستشيرها الكاهن؛ في حياة المنطقة عندما لا يستشير الحاكم الشعب؛ في الأبرشيّة عندما لا يستشير الأسقف الشعب؛ على مستوى الأمّة عندما لا تستشير السُلطات الشعب، حتّى بالنسبة إلى قوانين مهمّة لا يمكن مناقشتها فيما يتعلّق بالأخلاقيّة. الشعب هو الغائب الأكبر. لكن بدلاً من ذلك، تشاورتم بين بعضكم البعض وبعثتم لي تلك الرسائل. وأنا لا أستطيع أن أجعل هذه المبادرة تمرّ مرور الكرام، أي عمل الأب بيبي الذي أطلق فكرة استشارة الشعب (حيال رأيه في أداء البابا)”.
وتابع قائلاً: “الحكّام ليسوا دائماً مُسيطرين، إنّهم ممثّلون عن الشعب. والسُلطة تأتي من الله عبر الشعب. إنّ الحكّام، وأتكلّم بلا إهانة، حتّى أنا، كقادة، نحن موظّفون في مكتب يُرسلنا الرب عبره لتنفيذ ما يطلبه منّا. عندما تنقص الاستشارة الشعب، تنقص السيادة. شكراً أيها الأب بيبي لأنّك رغبتَ في استشارة الشعب حول هذا البابا وحول كيفيّة تفكيره. كلّ واحد منكم أعطى رأيه وأوصلتم لي رسالتكم… أشكركم على قُربكم… تذكّروا، لا نُخطىء أبداً إن استشرنا الشعب بالتراتبيّة المدنيّة دائماً، ولا نُخطىء أبداً إن استشرنا شعب الله المؤمن في الكنيسة. بكلمات لاهوتيّة، يُسمّى هذا سينودسيّة، لكنّ شعب الله هو الذي يدفع بالإيمان قدماً ويحمله في لهجته… أنا ممتنّ لتعبيركم عن رأيكم بشأن السنة الثامنة من الحبريّة. فليُبارككم الرب ولتعتني بكم العذراء مريم. ولا تنسوا رجاء أن تُصلّوا لأجلي”.