إنّهم حوالى 30 ألف “فارس وسيّدة” من أربعين بلداً، مُنظَّمين في 60 مقرّاً، وحاكمهم الأعلى الكاردينال فرناندو فيلوني يدعوهم كي لا يكونوا “هيكلاً عظميّاً بلا نفس”، في كتاب مِن 88 صفحة نُشِر مع بداية سنة 2021، وهو تحت عنوان Et toute la maison fut remplie de l’odeur du parfum. Pour une spiritualité de l’Ordre du Saint-Sépulcre.
إنّ جمعيّة فرسان القبر المقدّس في القدس، والتي وُلِدَت في القرن الرابع عشر، تتمتّع بروحانيّة خاصّة تُشارك في “حيويّة الكنيسة في الأرض المقدّسة”، كما شرح ذلك الكاردينال خلال مقابلة أجرتها معه الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في وكالة زينيت. “ليست الجمعيّة فقط جمعيّة شرف”.
ويحثّ الحاكم الأعلى في كتابه الأعضاء على “العودة إلى ما فعله يسوع، إلى أعماله وكلماته”، مع الاستيحاء من شخصيّة مريم من بيت عنيا التي دهنت رِجلَي المسيح بالطيب. “إن كانت تحفيزات الانتماء العميقة تنقص، قد تكون الجمعيّة شرنقة جميلة، لكنها ستكون هيكلاً عَظميّاً بلا نفس”.
كما وأشار الكاردينال إلى كون هذه المؤسّسة العريقة المرتبطة بالكرسي الرسولي فريدة، إذ “تحفظ في قلبها سرّ الإيمان المسيحيّ”: “كُلِّفت الجمعيّة على يد بيوس التاسع الاهتمام بحقيقة الكنيسة الحيّة في الأرض المقدّسة، بالتعاون مع بطريركية القدس للاتين: مدارس، مراكز اجتماعيّة، دعم للرعايا… أُحدِّد هذه الرسالة على أنّها امتداد لجسد المسيح وسرّه في الأرض المقدّسة”.
ودائماً في الكتاب، يكشف العميد السابق لمجمع أنجلة الشعوب البُعدَين الإنجيليّ والكنسيّ للجمعيّة، بالإضافة إلى التزاماتها.