من الضروري إنصاف أطفال الكرة الأرضيّة، و170 مليون عبد صغير يعملون في المناجم والحقول والذين بدونهم “تتعطّل سلسلة التوريد”: هكذا دقّت الصحيفة الفاتيكانية لوسيرفاتوري رومانو ناقوس الخطر في 2 نيسان 2021، من خلال نشر مقالة عن الأطفال الذين يتمّ استغلالهم ونصوص حول الأطفال الجنود والمهاجرين الصغار، في حين أنّ درب الصليب يوم الجمعة العظيمة قد تأمّل به أطفال.
وذكرت صحيفة الفاتيكان اليومية أنّ الأمم المتحدة جعلت عام 2021 عام مكافحة عمالة الأطفال من أجل شفاء “هذه الآفة العالمية”. يجب أن يبدأ حل المشكلات بـ “معالجة” سلسلة التوريد “التي لا يجب بالضرورة أن تتغذى من الاستغلال وعمالة الأطفال بهدف التطوّر إلى ما لا نهاية”.
من بين 170 مليون طفل الذي يتمّ استغلالهم كما أشار الاتحاد العالمي لنقابات العمال (ITUC) يوجد على سبيل المثال “عبيد كولتان الصغار”. 80٪ من هذا المعدن المستخدم في صنع هواتفنا الذكية يأتي من جمهورية الكونغو. الكولتان، الذي لا يتطلب أنفاقًا عميقة، يُلغَم يدويًا بواسطة آلاف الأطفال، إذ يُختطفون للقيام بهذا العمل، أو يتم تجنيدهم “طواعية. أشارت الصحيفة الفاتيكانية لوسيرفاتوري رومانو إلى أن “سلسلة التوريد تبدأ أيضًا من هنا، مقابل أرواح بشرية يتمّ التخلّص منها”.
لا نجد الكولتان فحسب، بل هناك حقول يعمل فيها 70٪ من العبيد الصغار في الأعمال التجارية الزراعية “التي تفضّل نماذج الربح العالمية على احتياجات المجتمعات المحلية.”
لفتت الصحيفة الفاتيكانية لوسيرفاتوري رومانو الانتباه إلى الأطفال المنفصلين عن ذويهم، ويتمّ استغلالهم جنسيًا، محرومين من الذهاب إلى المدرسة. يجدون أنفسهم وحيدين على الحدود “المفتوحة على مصراعيها للبضائع التي هم عبيد لها”. يموتون على متن القوارب في البحر الأبيض المتوسط. تمّ طرد 11 مليون فتاة من المدرسة أثناء فترة الوباء ولن يعدن أبدًا، وعاد 6240 مهاجر صغير خلال أربع سنوات أحياء بعد أن اجتازوا مسافة مئة كيلومتر سيرًا على أقدام في الغابة بين كولومبيا وبنما.
وأكّدت الصحيفة الفاتيكانية في الختام: “إنّ تحقيق العدالة لأطفال الكرة الأرضية هو أمر ضروريّ. قد يكون هذا ضمانًا للاستقرار والسلام”.