“لنقم ونحيَ بالسلام والغفران وجراحات يسوع الرحوم. ولنسأل نعمة أن نصبح شهود الرحمة” تلك كانت دعوة البابا فرنسيس في عظته يوم أحد الرحمة الإلهيّة، الأحد الثاني من زمن الفصح، في 11 نيسان 2021.
في الواقع، توجّه البابا إلى مزار الرحمة، في كنيسة سانتو سبيريتو في ساسيا، الواقع على مرمى حجر من الفاتيكان: وهناك تُكرَّم صورة يسوع الرحوم من كراكوف، نسخة من تلك التي رسمها أدولف هيلا في العام 1944 بعد أن نجت من الحرب، ويوجد أيضًا ذخائر القديس البابا يوحنا بولس الثاني والقديسة فوستين كوفالسكا (1905 – 1938).
وفسّر البابا: “إنّ يسوع القائم من بين الأموات قد ظهر لتلاميذه مرّات عدّة. واسى قلوبهم المحبطة برفق. وبعد قيامته من بين الأموات، عمل على “قيامة التلاميذ”.
ثمّ ذكر البابا ثلاث عطايا قدّمها القائم من بين الأموات إلى التلاميذ: السلام والروح القدس وجراحاته، أسرار المصالحة والافخارستيا بالنسبة إلى الرحمة.
في سرّ المصالحة، دعا البابا المعمَّدين إلى عدم التركيز على أنفسهم، بل على عطيّة الرحمة: “في قلب الاعتراف، لا يوجد نحن مع خطايانا، بل الله مع رحمته”.
ودعا البابا إلى عيش قيامة باطنيّة: “نحن لا نعترف بخطايانا لنثبّط عزيمتنا، بل لنقوم من جديد”.
وأوصى البابا المعرّفين “بلطف” المسيح: “على من يعترف أن يشعر بعذوبة الرحمة”.
أما عن الإفخارستيا، فلم يتوانَ البابا عن التحدّث عن “السماء” الذي يلمس المسيحي: “يقدّم لنا يسوع جسده المجروح والقائم من بين الأموات: نحن نلمسه وهو يلمس حياتنا. ويُنزل السماء فينا. تخترق جروحاته المنيرة الظلام الذي نحمله في داخلنا”.
وفسّر البابا فرنسيس: “هكذا، يمكن للمسيحي أن يصبح “رحيمًا” وشاهدًا للرحمة”.
طلب المسيح تكريس يوم الأحد الثاني من زمن الفصح للقديسة فوستين، في 22 شباط 1931: “هذا الأحد هو أحد الرحمة”.
وقد أسّس البابا القديس يوحنا بولس الثاني في 30 نيسان 2000، يوم إعلان قداسة القديسة فوستين، في روما، بهذه الكلمات: “من الآن فصاعدًا، سيُطلَق على الأحد الثاني من عيد الفصح، في جميع أنحاء العالم، أحد الرحمة الإلهيّة”.