سيمَ الراهب النيجيريّ ليفينيوس إسومكي نامامي Livinius Esomchi Nnamami كاهناً في مستشفى في روما، حيث يصارع اللوكيميا، وذلك بعد أن أعطى البابا فرنسيس الضوء الأخضر لذلك.
فالشاب الذي يبلغ من العمر 31 سنة، كما كتبت الصحيفة الكاثوليكية الإيطالية Avvenire ونقلته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ، كان قد راسل الأب الأقدس الذي وافق بدوره على تقريب موعد سيامته الكهنوتية، والتي جرت يوم خميس الأسرار في الأوّل من نيسان 2021.
لكن ما هي قصّة الكاهن؟ بدأت دعوة الأب ليفينيوس في أويري جنوب شرق نيجيريا، عندما دخل رهبنة والدة الإله في سنّ العشرين. بعد نُذره الأوّل، تلقّى خبر التشخيص المؤلم: لوكيميا أو سرطان في الدم. بالنسبة إلى الشاب، إنّها “بداية رحلة مؤلمة مليئة بالرجاء، إلّا أنّه اكتشف أنّ العلاجات لا تأثير لها”. ومنذ سنتَين، وصل إلى إيطاليا بحثاً عن علاجات أكثر نفعاً.
وبين نقل الدم وتناول الأدوية، تابع الراهب دراساته في كلية اللاهوت التابعة للدومينيكان، وأدّى نذوره المؤبّدة في أيلول الماضي. إلّا أنّ المرض كان يتفاقم والوقت الذي يُمضيه في المستشفى يطول، ويضعف معه الشعور بالتمكّن من إنهاء التنشئة الخاصّة بالكهنوت. وهذا ما حمل ليفينيوس على مراسلة البابا وطلب تقريب موعد سيامته. لم يتأخّر الجواب: ففي 31 آذار، بعد ساعات قليلة فقط على توجيه الرسالة، تلقّى ليفينيوس الضوء الأخضر مُوقَّعاً شخصيّاً من البابا!
في فترة بعد الظهر من اليوم التالي، كما أشارت إليه مجلّة أبرشيّة روما الأسبوعيّة، سيمَ ليفينيوس كاهناً على يد المونسنيور دانيال ليبانوري (الأسقف المساعد) في مركز Medical Group Casilino الصحّي في العاصمة.
وقال الأسقف في عظته: “بهذه الهبة، يودّ الآب أن يدعمك كي تتمكّن من عيش المحنة التي دعاك إليها بالملأ. بصفتك كاهناً، ستكون متّحداً بيسوع لتجعل من جسمك تقدمة تنال حظوة عند الرب. في الواقع، إنّ كهنوتنا يبلغ ذروته عندما، مع الخبز والخمر، نعرف أن نقدّم مِن ذواتنا، الأشياء التي أعطانا إيّاها الرب ومِن حياتنا”.
من ناحيته، بدأ الأب ليفينيوس كهنوته في مركز كازيلينو حيث أعطى بركته الأولى للأطبّاء والممرّضين الذين يعتنون به يوميّاً.
في هذا السياق، تطرّقت المجلّة إلى 3 سيامات أخرى استثنائيّة لكهنة مرضى: الأب تشيزاري بيزونيين (1956 – 1976) الذي سيمَ في منزله في تورينو في سنّ الـ19، ليموت بعد 24 يوماً، وقد قال لمرشده الروحيّ “الكهنوت هبة كبيرة وأخشى ألّا أتمكّن من عَيشه جيّداً. قُل للشباب إنّ هذا الطريق يستحقّ عناء سلوكه”؛ الأب سالفاتوري ميلوني الذي توفّي جرّاء ورم، بعد أن تمّ تقريب سيامته سنتين مع بركة البابا الذي طلب منه عبر الهاتف أن يترك له بركته الأولى، وقد توفّي في 29 حزيران 2015 عن عمر 38 سنة، بعد أن قال “من الجميل أن أكون كاهناً”؛ والكاهن البولنديّ ميشال لوس الذي قال في يوم احتفاله بقدّاسه الأوّل: “لا شيء يمكن أن يفصلني عن محبّة المسيح”. إذ سيمَ في 2 أيار 2019 على فراش المرض في مستشفى فارسوفيا حيث كان يتعالج جرّاء السرطان، توفّي لوس بعد أسابيع.