يوم الجمعة 9 نيسان 2021، استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان رئيس أساقفة مرسيليا (أكبر ثاني مدينة فرنسيّة) المفتوحة على المتوسّط، المونسنيور مارك أفيلين طوال ساعة.
نذكّر هنا أنّ مرسيليا ستستقبل تجمّع العائلة الروحيّة للقدّيس إينياس دي لويولا (30 تشرين الأوّل – 1 تشرين الثاني 2021)، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ، فيما تُشير إشاعة إلى زيارة مُحتملة للبابا للمدينة لهذه المناسبة. ويبدو أنّ زياة المونسنيور تؤكّد نوعاً ما أساس الإشاعة!
من ناحيته، أشار المونسنيور أفيلين لميكروفون إذاعة “راديو فاتيكان” أنّ لقاءه مع البابا “غذّى تأمّلات وأنضج تمييزاً حول مواضيع مشتركة تخصّ مُحيط المتوسّط”، مُؤكِّداً أنّ البابا فرنسيس يعتبر مرسيليا “بوّابة الدخول الأكيدة لرحلة إلى فرنسا”، أي “مرحلة إضافيّة” لحجّ البابا إلى المتوسّط منذ المرحلة الأولى في لامبيدوزا سنة 2013… وبما أنّ مرسيليا “مختبر يضمّ وجوداً مسلماً ويهودياً وأرمنياً وكلدانياً، بدون أن ننسى وجود اللبنانيّين الذين رأينا الصعوبات التي يعيشها بلدهم حاليّاً”.
وتابع المونسنيور أيضاً خلال المقابلة مع الإذاعة المذكورة: “شرحتُ للبابا التفاوت الاقتصاديّ الذي يطبع المدينة بين الأحياء الفقيرة والغنيّة، وشرحت له عن الإبداع الرعويّ في فرنسا، عدا عن أنّ التاريخ غالباً ما وصف مرسيليا بـ”بوّابة الشرق”، فيما يعتبرها المهاجرون “البوّابة نحو الغرب”. لذا، قد تكون منبراً يمكن للبابا أن يُخاطب منه أوروبا. وهذه الفكرة كان لها صدى لديه”.
أمّا لدى سؤاله عن دَور مرسيليا بالنسبة إلى الكنيسة في فرنسا، خاصّة خلال فترة القلق بشأن مستقبلها، أجاب أفيلين: “تضمّ مرسيليا فقراً كبيراً، ويمكن أن نرى فيها رسالة في الصداقة والجهود المبذولة لفهم الآخر، وهي مواضيع عزيزة على قلب البابا… إن نجحت مرسيليا، يمكن لفرنسا أن تنجح. على مرسيليا أن تضرب المثل. هذا لا يعني أنّنا أفضل من غيرنا، ولا أنّ هذا سينجح، لكن أشعر بمسؤوليّة. وأعتقد أنّ سكّان مرسيليا يشعرون بهذا أيضاً في أعماقهم”.
وأضاف رئيس الأساقفة أنّه عاش “لحظة روحيّة حقيقيّة” خلال لقائه مع البابا، خاصّة وأنّها المّرة الأولى في حياته التي يلتقيه طوال ساعة، مع إشارتنا إلى أنّ لقاء الرجُلين لم يشكّل موضوع خبر رسميّ صادر عن مكتب دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، بما أنّه كان خاصّاً.
إلّا أنّه يمكن القول إنّ جوّ اللقاء كان ودّياً، بحسب المونسنيور جان لاندوزي (المسؤول عن القسم الفرنسيّ في أمانة سرّ الدولة) والذي كان المُترجم خلال الاجتماع.
Mgr Aveline et Mgr Landousies, 9 av. 2021 © Vatican Media