“الجرأة، الإبداع وتميّز القدّيسة تريزا الأفيلية كمُصلِحة، تلك هي ثمار وجود الرب… وبالصلاة، أصبحت امرأة استثنائية… فبِالصلاة، عرفت القدّيسة أنّها عروس المسيح وصديقة القائم من الموت. عبر الصلاة، انفتحت على الرجاء”: هذا ما شرحه البابا فرنسيس خلال انعقاد مؤتمر دولي تحت عنوان “امراة استثنائيّة” من تنظيم جامعة القدّيسة تريزا الأفيلية الكاثوليكية (بين 12 و15 نيسان الحالي)، وذلك لمناسبة الذكرى الخمسين على إعلانها مُعلِّمة الكنيسة على يد البابا يوحنا السادس.
في تفاصيل أخرى، وكما أشرنا إليه سابقاً، وجّه الأب الأقدس في 13 نيسان رسالة بالإسبانيّة لهذا المؤتمر، تحديداً لأسقف أفيلا، خوسي ماريا غيل تامايو، الذي كان قد استقبله في الفاتيكان في 17 كانون الأوّل 2020، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان.
كما ووجّه البابا أيضاً رسالة مُسجّلة للمشاركين في المؤتمر بتاريخ 15 نيسان، تكلّم فيها عن القداسة كـ”دعوة لجميع المؤمنين”، وهي تختلف بالنسبة إلى كلّ إنسان: “القداسة لا تُنسَخ، لأنّ حتّى هذا قد يُبعدنا عن الطريق الفريد والمختلف الذي رسمه الرب لكلّ منّا. المهمّ هو أن يميّز كلّ مؤمن طريقه الخاصّ. لكلّ منّا طريق قداسته ولقائه مع الرب”.
وأضاف: “نقول إنّنا نعيش تغيّر حقبة، وليس حقبة من التغيّرات. وفي هذا المعنى، هذه الأيّام مُشابِهة للقرن السادس عشر حيث عاشت القدّيسة… من الجيّد أن نتذكّر النداء إلى القداسة الذي تكلّم عنه المجمع الفاتيكاني الثاني… إنّ التجربة الكبيرة تقضي بالاستسلام للخيبة والاعتقاد بأنّ كلّ شيء سيسوء. وهذا التشاؤم العقيم يجعل الناس ينطوون على ذواتهم ويحتمون بالأشياء الصغيرة. لكنّ الصلاة تفتح آفاقنا وتسمح لنا بأن نتذوّق الرب وأن نعرف أنّه يتخطّى الأفق وأنّه طيّب ويُحبّنا، وأنّ التاريخ لم يُفلت من يدَيه”.