توفّي 130 مُهاجِراً غَرَقاً بعد أن انطلقوا من شاطىء ليبيا، بعد يومَين على إطلاق نداءات استغاثة بقيت بلا جواب: هذا ما أعلنه البابا فرنسيس مُشيراً إلى ألمه، فيما جماعة سانت إيجيديو تقترح إقامة سهرات صلوات لذكراهم.
في التفاصيل التي نقلتها الزميلة أنيتا بوردان، وبعد صلاة التبشير الملائكي البارحة الأحد 25 نيسان 2021، تطرّق الأب الأقدس إلى هذه المأساة “الألف” في المتوسّط قائلاً: ” أقرّ بأني حزين للغاية بسبب المأساة التي حدثت مجدّداً في البحر الأبيض المتوسط مؤخّراً. فقد مات 130 مهاجراً في البحر. إنهم أشخاص، إنهم أرواح بشرية، وقد طلبوا المساعدة مدّة يومين كاملين ولكن عبثاً، لأنّ المساعدة لم تصل أبداً”.
ثمّ خاطب البابا الضمائر داعياً إلى التساؤل: “أيّها الإخوة والأخوات، لنسأل أنفسنا جميعاً عن هذه المأساة الإضافية. زمننا هو زمن العار”، داعياً إلى الصلاة الصامتة على نيّة الضحايا ومَن لا يتدخّل عندما يمكنه ذلك: “لنصلِّ من أجل هؤلاء الإخوة والأخوات، ومن أجل الكثيرين الذين ما زالوا يموتون خلال هذه الرحلات المأساوية. لنصلِّ كذلك من أجل الذين يستطيعون المساعدة ولكنهم يفضّلون تحويل نظرهم عنهم. لنصلِّ من أجلهم بصمت”.
مِن ناحيتها، أعلنت جماعة سانت إيجيديو عن سهرات صلاة على نيّة الضحايا الليلة في 26 نيسان في بازيليك القدّيسة مريم في روما، حضوريّاً في الكنيسة، وعبر البثّ المباشر على موقع الجماعة www.santegidio.org كما في أماكن أخرى في إيطاليا وكلّ أنحاء أوروبا.
وأشار بيان صدر عن الجماعة: “بوجه هذه المأساة الألف، نشعر بالواجب لرفع أصواتنا وصلواتنا كي لا تسم اللامبالاة المُذنِبة قارّتنا، بل كي تكون الأخيرة مُخلِصة لقِيَمِها الإنسانيّة والدفاع عن حقوقها”.
علاوة على ذلك، طالبت سانت إيجيديو بجهاز إنقاذ فعّال خاصّ بالبحر: “تُطالب سانت إيجيديو من السُلطات الحكوميّة في البلدان الأوروبيّة المختلفة وبلدان الاتّحاد الأوروبي إعادة تحريك شبكة إنقاذ في البحر تكون سريعة وفعّالة، كما يفرض ذلك القانون الدولي، كي لا تُضطرّ أن تواجه ضميرها وتواجه تُهَم جرائم عدم مساعدة الأشخاص الذين هم في خطر”.
ثمّ مُتطرِّقة إلى الوضع المأساوي في ليبيا، طلبت سانت إيجيديو أيضاً بأروِقة إنسانيّة نحو البلدان الأوروبيّة، كما هي الحال مع منظّمات أخرى.