في قدّاس سيامة 9 شمامسة يوم الأحد 25 نيسان 2021 والذي ترأسه البابا فرنسيس في بازيليك القدّيس بطرس عند مذبح الاعتراف لأوّل مرّة منذ بداية تفشّي الوباء، منح أحد الكهنة الجدد في أبرشيّة روما البركة للأب الأقدس.
ولأوّل مرّة، ألف شخص جلسوا مُحترِمين التباعد والقيود الصحية المفروضة، وشاركوا في الاحتفال: تتّسع البازيليك لثلاثة آلاف شخص. وحتّى الساعة، لم تكن الاحتفالات على مذبح القدّيس بطرس تضمّ إلّا 200 شخص!
Ordinations sacerdotales, 25 avril 2021 © Vatican Media
في تفاصيل أخرى كتبتها الزميلة أنيتا بوردان، البابا بذاته هو الذي طلب البركة مِن الأب ماتيوس إنريكي أتاييد دا كروزMateus Enrique Ataide Da Cruz البرازيليّ، بعد أن سأل الكهنة الجدد خلع الكمّامات لأجل الصورة النهائيّة معه، وهذه إشارات عن القُرب الذي أوصاهم به خلال عظته.
Le pape François demande au p. Mateus Henrique de le bénir, capture @ Vatican Media
في السياق عينه، لعلّ أكثر ما يلفت النظر في السيامة هو السجود أرضاً خلال تلاوة طِلبة القدّيسين.
Ordinations sacerdotales, 25 avril 2021 © Vatican Media
بعد ذلك، تمّ وضع الأيدي على الشمامسة من قبل البابا والكهنة الذين كانوا موجودين. ثمّ رفع الأب الأقدس ذراعَيه مُتضرِّعاً وتلا صلاة سيامة الكهنة التسعة. عندها، وضعوا على أكتافهم الوشاح ولبسوا الرّداء. ثمّ تلقّى كلّ منهم الكأس من يدَي الكاردينال أنجيلو دي دوناتس. وبعد ترنيمة “قدّوس”، تجمّع الكهنة حول قبر بطرس للاحتفال بالقدّاس مع البابا الذي أمام كلّاً منهم، مُقبِّلاً أيديهم التي كان قد دهنها بالزيت خلال الاحتفال.
أمّا فيما يختصّ بالعظة، فقد شرح البابا أنّ “الكهنوت ليس “مِهنة” بل خدمة كالتي أسداها الله لشعبه”، خدمة ذكرها البابا 17 مرّة في كلمته.
وحثّ الحبر الأعظم الكهنة الجدد على عيش كهنوتهم كخدمة لشعب الله، “لكن بالطريقة التي يخدم بها الله شعبه. خدمة الله لشعبه لديها آثار وأسلوب عليكم اتّباعه: إنّه أسلوب قُرب وأسلوب تعاطف وأسلوب حنان. هذا هو أسلوب الله. القُرب، التعاطف والحنان. أمّا القُرب فهو يندرج تحت 4 أقسام: القُرب مع الله في الصلاة، القُرب مع الأسقف، القُرب بين الكهنة، والقرب مِن شعب الله. أنتم كهنة الشعب، وليس موظّفي دولة!”
وأضاف الأب الأقدس: “خذوا وقتكم في الإصغاء والتعزية. إنّ التعاطف يؤدّي إلى الغفران والرحمة”، مُشجِّعاً الكهنة الجدد على البحث عن عزائهم الشخصيّ قرب المسيح والعذراء مريم الأمّ.
ثمّ ختم البابا عظته قائلاً: “لا تخافوا. إن كنتم قريبين من الرب ومن الأسقف ومن بعضكم البعض ومن شعب الله، إن كنتم تتمتّعون بأسلوب الله، لا تخافوا، كلّ شيء سيجري جيّداً”.
