انظروا إلى الجلجلة، كيف وقفت مريم بقرب ابنها الّذي يتألّم، ويموت على الصّليب !
ما تفعله الأمّ لابنها، كيف لا تفعله مريم نحو كلّ منّا؟؟؟ نحن أبناءها بالرّوح، وقد أعطانا إيّاها يسوع أمّا لنا.
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
مريم أمّنا…. نلتجئ إليك…
أصغيت إلى كلام ابنك، عندما قال للجموع:” تعالوا إليّ يا ثقيلي الأحمال…. إنّي وديع ومتواضع القلب…
هكذا أخذت اللّطف، والوداعة من ابنك يسوع…
أنت أمّ الرّأفة، والرّحمة…
نعيش في عالمٍ من الإرهاق، نسير خلف ما لا يوصلنا إلى الأمان، والرّاحة…
نغرق في لجّة الهمّ… بحر عالمنا مليء بالنّزاعات التّي تضرب وعينا، لتغرقنا في عالم الضّباب، والسّواد….لأجل ذلك دعاكِ أبونا يعقوب، أمّنا مريم، سيّدة البحر، ونجمته، بحر هذا العالم المملوء شرورًا…
أحبّكِ الكبّوشي وكرّمكِ…دعانا إلى صّلاة المسبحة، قائلًا: “أمّك عظيمة… كرّمها، وصلِّ مسبحتها…”
آمن أنّكِ سيّدة الكون…
وسلطانة الملائكة …لأنّكِ أمّ ملك الملائكة….
مريم الملكة، أمّ الرّحمة…إنّكِ أمّ الخطأة التّائبين… إنّكِ البتول النّقيّة، معينة المنازعين..
مريم الشّفيعة، والمسعفة في الوصول إلى الخلاص الأبديّ….
إنّتِ نجمة الصّباح، تشرقين علينا أنوارَ فرحكِ، وحكمتكِ، وسلامكِ…
إنّتِ كرسيّ الحكمة… “إنّها أبهى من الشّمس، وأسمى من الأفلاك. ولا تتقدّم على نور النّهار، لأنّ النّهار يتبعه اللّيل، أمّا الحكمة فلا يغلبها الشّرّ. (الحكمة7: 29)
علينا أن نثق بكِ كلّ الثّقة، فالرّبّ العظيم، صنع بكِ العظائم…
علينا أن نحبّكِ، ونقتدي بكِ، لأنّ الولد يتبع خطوات أمّه.
أنتِ أمّنا الحلوة، أنتِ أمّنا الطّاهرة والقدّيسة، نرتمي بين أحضانكِ، ونطلب منكِ أن تغمرينا بطهر وشاحكِ….
نعمة كبرى أن نتمسّك بسبحة مريم، ، لنحيا السّلام، والفرح، والرّجاء.