تتّسم هويّة الكاهن قبل أيّ شيء “بالرحمة والشجاعة الكهنوتيّة”: هذا ما أكّده الكاردينال بنيامينو ستيلا، مُقتبِساً كلمات البابا فرنسيس.
ففي مقابلة طويلة مع وسائل إعلام الفاتيكان، قدّم الكاردينال ستيلا عمل مجمع الإكليروس الذي هو عميده، مُتأمِّلاً بالدعوات وبسيامة الكهنة والصِلات التي تُشكّل الهويّة الكهنوتيّة، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي.
وكان البابا فرنسيس قد كتب في رسالة وجّهها للكهنوت لمناسبة الذكرى 160 لوفاة القدّيس جان ماري فياني (في 4 آب 2019): “العديد من الكهنة يجعلون من حياتهم عمل رحمة بطريقة ثابتة ومتكاملة”.
هويّة الكاهن
إنّ هويّة الكاهن التي تمّ شرحها في رسالة البابا الموجّهة للكهنوت “تجعل صلتَين للهويّة الكهنوتيّة جليَّتَين: الصِلة الشخصيّة الحميمة والعميقة مع يسوع، والصِلة مع شعب الله”. وبحسب الكاردينال، إنّ “التصرّف الذي يقترحه البابا هو المديح، على مثال والدة الإله. ومع تلخيص صِفات الحياة الكهنوتيّة المذكورة في الرسالة، يمكننا القول إنّ البابا فرنسيس يطلب من كهنة اليوم أن يكونوا كهنة تعظيم”.
ثمّ شرح العميد أنّ البابا فرنسيس “لا يتكلّم عن كاهن كامل غير موجود، بل توجّه في الواقع إلى العديد من الكهنة الذين كتبوا أجمل صفحات الحياة الكهنوتيّة لدى التزامهم في خدمة الله وشعبه خلال العديد مِن المناسبات بطريقة صامتة”، مُقتبِساً كلماته حول الرحمة التي هي “صفة مطلوبة من الكاهن، بعد بذل الذات. إنّه تصرّف فرِح يقتصّ قوّته من الصلاة والأسرار، ويتّخذ شكل الشراكة مع الأسقف والإخوة، ويتحقّق في الحماسة للتبشير فيصبح قُرباً من الأخ الذي يُعاني”.
كما وأشار العميد إلى أنّ “الشجاعة الكهنوتيّة هي صفة أخرى أشار إليها البابا الذي شرح أنّ الخدمة الكهنوتيّة ليست بمنأى عن الألم والمعاناة، وحتّى عدم التفهّم”.
التنشئة الكهنوتيّة
في السياق عينه، تطرّق العميد إلى لقاء أعضاء المجمع مع البابا خلال الجمعيّة العامّة لسنة 2014. وذكّر أنّه خلال هذا اللقاء، حدّد الأخير التنشئة على أنّها “الحفاظ على الدعوات كي تحمل الثمار الناضجة. التنشئة الكهنوتيّة فريدة. إنّها تبدأ في الإكليريكيّة (التنشئة الأساسيّة) وتتتابع طوال حياة الكاهن (التنشئة المستمرّة)”.
ثمّ شرح الكاردينال ستيلا أنّ المجمع يُرافق المؤتمرات الأسقفيّة “في تعزيز التنشئة الأساسيّة والمستمرّة للكهنوت”، كما وأنّه يدعم الأساقفة على أنّهم المسؤولون الأوائل للدعوات للكهنوت. “إنّها قناعة مشترَكة على أنّ وجود كهنوت إنسانيّ روحيّ فكريّ ورعويّ في جماعات، سيُساهم كثيراً في خلق جوّ روحيّ ملائمٍ لنموّ الدعوات الجديدة”.