كيف يتمّ تعيين الأسقف؟ هذه هي مهمّة مجلس الأساقفة التي شرحها الكاردينال مارك أوليه خلال مقابلة أجرتها معه وسائل إعلام الفاتيكان في نهاية شهر نيسان 2021، ونقلتها الزميلة آن كوريان.
“لا وصوليّين ولا كاملين. على الأساقفة أن يتمتّعوا بالحذر”: هذه أبرز جملة قالها الكاردينال. أمّا في شرحه، فقد لخّص عميد الدائرة عمله القاضي بمساعدة البابا على اتّخاذ القرار: “الصلاة، الاستشارة والتأكّد”. ثمّ وصف عمليّة التمييز قائلاً: “كلّ 3 سنوات، يضع رؤساء الأساقفة لائحة بأسماء كهنة يمكن أن يكونوا أهلاً للأسقفيّة… فتتفحّص السفارة البابويّة هذه الطلبات عبر عمليّة استشاريّة لدى شعب الله. وكلّ شيء يحصل في روح من الإيمان وليس من الحسابات، كما في روح من السرّية التامّة لضمان صحّة المعلومات وحماية سمعة الشخص الذي يتمّ التأكّد منه”. بعد ذلك، تُنقَل أفضل ملفّات إلى مجلس الأساقفة الذي يدرس الطلبات بمساعدة 23 كاردينالاً وأسقفاً يُعيّنهم البابا. ثمّ تضع الدائرة التقييم النهائيّ الذي سيُقَدَّم للبابا لاتّخاذه قراره النهائيّ.
روح التجرّد
اعتبر الكاردينال أوليه أنّه، وبهدف تفادي الحسد والمصالح الشخصيّة لدى المُخبرين، يجب تنمية “روح التجرّد” لدى شعب الله. “الكنيسة لا تحتاج إلى وصوليّين اجتماعيّين، إلى أشخاص يبحثون عن المراكز الأولى، بل تحتاج إلى رجال يريدون أن يخدموا إخوتهم بصدق وأن يدلّوهم على طريق الإيمان والارتداد”.
“إنّ مجلس الأساقفة لا يبحث عن أشخاص كاملين، بل عن رجال يسيرون نحو الكمال. ومِن بين الفضائل الضروريّة، إنّ الأهمّ هو الحذر الذي ليس تردّداً أو خجلاً، بل هو توازن بين العمل والتأمّل في ممارسة مسؤوليّة تتطلّب الكثير من الالتزام والشجاعة”.
