“الطفل هو أعظم عطيّة للجميع وهو يأتي قبل كلّ شيء. إنّ غياب الأبناء الذي يتسبّب في شيخوخة السكّان، يؤكّد ضمنيًا أنّ كلّ شيء ينتهي بنا، وأنّ مصالحنا الفرديّة فقط هي المهمّة. لقد تمّ نسيان “أولويّة العطيّة”، لا سيّما في المجتمعات الأكثر ثراءً واستهلاكًا” هذا ما أكّده البابا فرنسيس متحدّثًا أثناء لقاء حالات الولادة العامة الذي ينظّمه منتدى الجمعيات العائليّة، الذي جرى يوم الجمعة 14 أيار 2021: “يجب أن نضع الأطفال في المرتبة الأولى إن أردنا أن نرى النور بعد هذا الشتاء الطويل”.
من قاعة Auditorium della Conciliazione بالقرب من الفاتيكان، شجّع البابا على “رعاية العائلات، بالأخصّ العائلات الشابّة، التي تعاني من المخاوف التي قد تؤدّي إلى شلل في مشاريع حياتهم”. وذكر “عدم اليقين في العمل” و”التكاليف التي لا يمكن تكبّدها على نحو متزايد لتربية الأطفال”.
ثم دعا إلى سياسات عائليّة بعيدة المدى والنظر: الاستدامة الاقتصادية التكنولوجيّة والبيئيّة. لن نتمكن من تغذية الإنتاج وحماية البيئة إن لم نتنبّه للعائلات والأبناء. إنَّ النمو المستدام يمر من هنا كما يؤكد البابا فرنسيس، لكن التاريخ هو الذي يعلمنا ذلك أولاً من خلال إعادة الإعمار بعد الحرب، إذ لم يكن هناك انطلاقة جديدة بدون ثورة الولادات. واليوم أيضًا، في “حالة إعادة الانطلاق” التي نجد أنفسنا فيها بسبب الوباء، “لا يمكننا اتباع نماذج قصيرة النظر للنمو، كما لو كانت هناك حاجة إلى بعض التعديلات المتسرعة للاستعداد للغد. لا، لأنَّ الأعداد المأساويّة للولادات والأعداد المخيفة للوباء تتطلّب التغيير والمسؤولية. لذلك يُسائل البابا المدرسة التي “لا يمكنها أن تكون مصنعًا للأفكار التي تُسكب على الأفراد”، بل “وقتًا مميزًا للقاء والنمو البشري”.
وكان قد غرّد على حسابه الخاص على تويتر، يوم الجمعة 14 أيّار 2021: “إن لم تكن العائلات في محور الحاضر، فلن يكون هناك مستقبل؛ لكن إذا انطلقت العائلات مجددًا، ينطلق كلّ شيء من جديد”. ويوم السبت 15 أيّار: “تولد العائلة من الوحدة المتناغمة بين الرجل والمرأة، القادرة على الانفتاح على الحياة وعلى الآخرين. نصلّي معًا من أجل العائلات، لكي نتمكّن من تخطّي هذه الأوقات الصعبة معًا وتمديد المساعدة للمحتاجين”.