ماذا يعني حقًا أن تغلق بابك؟

في أسبوع العنصرة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry
في كتابه ( السر)، يطرح المبشر فومولو قصيدة بعنوان (خطايا)؛ يخبر فيها عن مجموعة من الحكماء يجدون أسوأ خطيئة على الإطلاق:
(الباب المحكم الإغلاق).
لكن ماذا يعني حقًا أن تغلق بابك؟
كما نعلم، هناك العديد من أنواع الأبواب التي نغلقها ونفتحها للسماح للآخرين بالدخول والخروج.
وفي السياق نذكر ما كتبه الفيلسوف والأديب الفرنسي “جان بول سارتر” ذات مرة: “الجحيم هو الآخرون”. هنا يبدو ان الهروب من الجحيم يعني ان نقفل على انفسنا بعيداً عن كل آخر. في ظروف معينة عاطفية قد يبدو هذا القول صحيحًا ، إلا أنه – في العمق – يبقى هذا الطرح النقيض لأي حقيقة إيمانية . ففي النهاية الوجود مع الآخرين هو الجنة أما أن تنتهي بوحدة موحشة بمفردك إلى الأبد : فهذا هو الجحيم.
هذه الحقيقة متأصلة في طبيعتنا. كأشخاص نحن اجتماعيون، مبنيون بطريقة تجعلنا – بالرغم من أننا فريدون وفرديون – إلا أننا دائمًا مترابطون. في الواقع ، نحن بحاجة إلى بعضنا البعض للبقاء على قيد الحياة وللبقاء عاقلين. والأكثر من ذلك ، نحن بحاجة إلى بعضنا البعض من أجل عيش الحب والعثور على المعنى و بدونهما تغيب الحياة. لذا أن ينتهي الأمر بك وحيداً هو فعلياً الموت في أسوأ وجوهه.
ومع ذلك، أليس معظمنا مستقطبين لوجهات نظر مقفلة لدرجة أننا غير قادرين حتى على إجراء محادثة متحضرة محترمة مع بعضنا البعض؟! كم مجموعة في مختلف الميادين السياسية و الإعلامة و الإجتماعية أو حتى الدينية تتحصن خلف أبوابها المغلقة بإحكام. يغيب الانفتاح على الآخر وقد تم استبدال كل حوار حقيقي بشيطنة متبادلة. وهذا الافتقار إلى الانفتاح هو في النهاية أسوأ خطيئة على الإطلاق. فأبوابنا المغلقة التي خلفها نغرق في الأنا المقفلة هي الجحيم (عذراً سارتر)!
يذكرنا الأب رولهايزر أن الكتاب المقدس يسمى الشرير أحياناً ب ( ديابولوس) و الكلمة تعني المقسم فانه يبني مملكته على قسمة الناس ولا يريد سوى خراب الارض … يعمل الشيطان من خلال فصلنا عن بعض ، وتفكيك المجتمع عبر طرق مرضية تجعلنا ، كمجموعات ، نشيطن بعضنا البعض ، ونحكم بالصلب ، ونتشبث بشكل محموم بإيديولوجيات غريبة عن الطيبة تبرر للعنصرية والكراهية … فينتهي بنا المطاف خلف أبواب مغلقة حيث يُنظر إلى من هم خارج أنفسنا على أنهم جحيم.
في العنصرة حلّ روح الرب على الرسل فخرجوا من وراء الأبواب المغلقة و إنفتحوا على كل آخر فأصبحت كل أمة تحت السماء قادرة على ” سماع ” محبة الله بلغتها الخاصة !! اليوم، في عنصرة ال ٢٠٢١ ، نحن مدعوون الى فتح أبوابنا والخروج من عزلة أنانياتنا كي يجدد روح الحب وجه أرضنا المتعب.
Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير