مع احتداد الأزمة الإقتصادية بات الجانب المظلم من شعار “الشاطر” يزدهر من جديد: في التجارة و في كل معاملة … والحجة حاضرة: لا نستطيع تغيير قانون اللعبة … إنها سيادة العملة!
يدق اختبار الأمانة أبواب قلبنا وعلينا مواجهته في العديد من مجالات حياتنا الخاصة والعامة!
يخبر أحد الآباء أنه شارك يوماً في منتدى يناقش كتابًا عن العفة. كانت الكاتبة لا تزال في أوائل العشرينات من عمرها، و كان الكتاب يحث الشباب على عدم الدخول في علاقة جنسية قبل الزواج للحفاظ على عذريتهم كهدية خاصة لشركائهم في الزواج. ثم يضيف الأب أنّ سؤالاً إستوقف الجميع. كان لسيدة أنيقة وصادقة حين توجهت للكاتبة قائلة: “ما تقولينه رائع وعندما تصل إبنتي الى سن المراهقة، سأضع كتابك بين يديها . لكن! ما تقولينه جيّد في العشرينيات حين تنتظرين شريك حياة ولكن ماذا تقولين لمن تودع من عمرها الثلاثنيات وتدخل الأربعينيات عزباء؟ لما يجب أن تحافظ على العفة بين الخيارات؟”
أن تحافظ على قيّمك عندما تدعمك إيقاعات الحياة : أمر؛
أما أن تحافظ عليها حين تتجرّح العدالة و يبدو أن الجميع قد فقدوا التوازن: أمر آخر. أن تعطي حياتك للجماعة وأنت تلمس أنك محبوب ومدعوم من قبلهم : أمر؛ أما أن تعطي حين لا يصفق أحد و تعطي حتى عندما لا تجد سبب آخر باستثناء الحقيقة والمبدأ : هنا أمر آخر.
نعم، أمام صراع القلب، ما أجملها أدعية:
يا يسوع إجعل قلبي مثل قلبك!
وأنه حين تشتد الصعوبة و تصبح الفضيلة أسطورة … وحين يضمحل الأمل وقد لا يعود هناك سبب لانتظار أي شيء، أعطني يا رب قلباً ممتلئاً بحبك يسعى للتشبه بقلبك:
مخلصاً يتمسك بالمثل والقيّم و التوازن والحقيقي من النِعم؛
واعياً يرى الخير الأعظم ؛ حكيماً يدير ازمة الألم بعيداً عن رمي المرارة على الآخرين كمتنفس للحزن … نعم ، يا يسوع إجعل قلبي كقلبك وأعطني أن أدخل سر سلامك و أطلب حلول روحك . حينها – فوق قبور حياتي حيث يلف الظلام كل حولي- أمانتك ستضيء لي دربي وأختبر القيامة و انتصار نورك البهي !!