من طبيعة الخير انه سريع الانتشار سرعته تفوق سرعة الضوء يوصل السماء بالارض وبفضل الخير تصبح الحياة خيرا تفيض من خيرات السماء. الله الخير المُطلق هو وحده من يفيض الخير على الناس أجمعين “على الابرار والاشرار “… ليست المشكلة في الخير بل في طريقة استقباله فهناك من يجعل الخير عنوانا لحياته وملهما لاعماله ولطريقة تصرفاته ولكن هناك النقيض يرفض الخير بل يبغضه ويمقته ويحتقره…
يقول الرب يسوع : “ابغضوني بلا سبب” هنا لب المسألة ان يتم بغض الخير بدون سبب جوهري لماذا ؟ لانّ الغضب الكامن في القلب قد يشطر يقسّم ويفتت يبعثر يزعزع يُضعف اي مبادرة خيّرة تصدر من الله تجاه بني البشر… فبدل التجاوب مع الخير بنوايا طيبة تكون الغيرة والحسد وقلة الثقة بالنفس والافكار المسبقة وسهولة ممارسة قلة الاحترام خاصة امام الاخرين طقسا يمارسه الاشخاص في رفضهم للخير … فيحلّ البغض ورفاقه الاحقاد والضغائن والنميمة والافتراءات لو استطاعوا في منع عمل الخير وسط حياة الناس .
يقول الرب يسوع :” ابي يعمل وانا اعمل ايضا” انه يعمل في روحه القدوس البرقليط الذي متى جاء يشهد عن الابن الفادي في حياة المؤمنين الذين هم بدورهم يشهدون للمسيح
لانّهم اختارهم الله منذ البدء شهودا له “لستم انتم اخترتموني بل انا اخترتكم واقمتكم لتثمروا ثمرا ويدوم ثمركم” ديمومة الثمار قادرة ان تواجه ثقافة الغضب الانشطارية التقسيميّة لان تلك الثمار الخيّرة هي من اعمال الروح القدس الحاضر في حياة الكنيسة.
انّ البشارة الانجيلية هي الخير للمجتمعات كلها تحمل كافة الحلول لكل مشاكل الانسان لا بل قادرة ان تمنحه الخير الذي يسعى له. ومن منا يرفض الخير الا من تعنّت في عيش ثقافات البغض الانشطارية “التقسيميّة التفتتيّة” التي تبغي تفريق القطيع عن خيره اي الراعي؟
تبقى تحدياتنا في عيش الخير_البشارة من التحديات الرئيسية لا بل الجوهرية في عيش الخير لنا ولمجتمعاتنا ” لكِنَّ ٱلشَّعْبَ كَانَ يُعَظِّمُهُم.” من يرى الخير حاضرًا في الرعايا والجماعات والمؤسسات والمراكز والجمعيات والعائلات التي تحيا الله المحبة سيعظّم الخير في حياته.
فهل نجعل من الخير ديناميكية تنشر فرح الانجيل في اعمالنا بدل ثقافة الغضب الانشطارية التقسيميّة؟