“قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لَدَيَّ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَيْضًا أَقُولُهَا لَكُم، ولكِنَّكُم لا تَقْدِرُونَ الآنَ أَنْ تَحْتَمِلُوهَا”.
نعمة سماوية ان يتواصل يسوع مع تلاميذه لا بل مع الكنيسة بأسرها. الله يتواصل دائما في ” النحن” التي هي مشروع لسان حال يسوع المسيح العامل فيما بيننا.
لا يتكلم يسوع بفردانية او يتخطى جماعة الكنيسة لانه لا يتناقض مع ذاته التي تحيا في ال”نحن”
فما أجملها نعمة عندما يتخذ الرب من عقولنا وقلوبنا والسنتنا واعمالنا ادوات يكلّم من خلالها البشر.
ولكن من يمنح مصداقية لكلامه فينا؟ ما هي المعايير التي تثبّت انه هو المتحدث فينا؟ يقول الرب يسوع :”ومَتَى جَاءَ رُوحُ الحَقِّ فَهُوَ يَقُودُ خُطَاكُم في الحَقِّ كُلِّهِ، لأَنَّهُ لا يَتَكَلَّمُ بِشَيءٍ مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا يَسْمَع، ويُنْبِئُكُم بِمَا سَيَأْتِي.” لا يتتاقض كلام يسوع مع روح الحق بل انه المقياس الجوهري لحضوره فينا. الحق يُحرّر يشفي يُنير الضمائر يقود الشعوب نحو يسوع المسيح وليس العكس.
فكل تعليم او فعل او رؤية تتناقض مع روح الحق هو الضلال بعينه. فمن صفات الروح الحاضر في ابناء الكنيسة انه يحوّلهم الى انبياء للكلمة الحق. ومن هو النبي في ايمانا؟ هو الذي اسس حياته الايمانية على تعاليم الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة ينقلها الى المجتمع الذي يعيش فيه. لا يجلب النبي ليس بساحر او مستحضر للارواح او بعالم الغيب…
النبي كيان منفتح وطائع لحضور تفاعل كلمة يسوع المسيح في حياته اليومية يعيش الكلمة وبفضلها يقرأ علامات الازمنة فيعلنها للجميع كدعوة الى الخلاص والفرح والحرية بالروح الحق.
كيف نعرف ان يسوع يكلمنا؟ يقول الرب:” ليس كل ما يقول لي يا رب يا رب يدخل الى ملكوت السموات” وفي موضع آخر:” تعالوا الي يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعدّ لكم منذ انشاء العالم لاني جعت فأطعمتموني وكنت عطشانا فسقيتموني وعريانا فكسوتموني… فكل ما فعلتم لاحد اخوتي هؤلاء الصغار فلي قد فعلتموه”
انها قدرة النبي في سماع صوت المسيح في حياة الاخوة الفقراء والمهمشين والعمل وفق مقتضيات وصية المحبة الانجيلية. من يسمع صوت المسيح “الراعي الصالح” الذي يكلّمه في داخله يعرفه يشعر به يتهلل عندما يناديه في الاخرين “النحن” النبي من ” خراف” يسوع المسيح. انتماؤه الى الكنيسة رعية الرب.
فهلّ نمتلك رهافية القلب والمشاعر والفكر لسماع صوت الحق فينا وفي الاخرين؟ هل نلبي نداءه في صوت امنا الكنيسة؟