Séminaire Pontifical Régional Des Marches “Pio XI” © Vatican Media

ما النصائح التي أسداها البابا للإكليريكيين؟

أربعة أبعاد للتنشئة

Share this Entry

أصرّ البابا على أهميّة التنشئة الإنسانية والروحية للإكليريكيين، وذلك عندما استقبل طلاّب بيوس الحادي عشر في إكليريكية أنكونا (منطقة ماركي). وأكّد على أنّ الإكليريكيّة يجب أن تكون مثل بيت العائلة المقدسة في الناصرة.

توجّه البابا أولاً إلى مرافقي الإكليريكيين، المدعويّن إلى الاهتمام بدعوة الإكليريكيين، مشيرًا إلى شخصية القديس يوسف باعتباره المثال. وقال لهم: “كونوا للطلاّب الإكليريكيين كما كان يوسف ليسوع!” وتابع: “ليتعلّموا من حياتكم أكثر ممّا يتعلّمون من كلماتكم (…)، ليتعلّموا الطواعيّة من طاعتكم، والجهد من تفانيكم، والسخاء تجاه الفقراء من شهادة رصانتكم وجهوزيتكم، والأبوّة بفضل عاطفتكم الحيّة والعفيفة”.

ثم التفت أسقف روما إلى الإكليريكيين، الذين تطلب منهم الكنيسة أن يحذوا حذو يسوع الذي تعلّم بطاعة من يوسف وهي فضيلة يجب أن نطلبها؛ وأضاف: “ربما لم نفكر كثيرًا بيسوع الشاب، المنشغل في تمييز دعوته الخاصة والاستماع والثقة في مريم ويوسف، الذي كان في حوار مع الآب لفهم رسالته”.

حذارِ الروحانية المرضية والصلابة

طلب البابا من الإكليريكيين ألا يكتفوا بمهارتهم في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتواصل، لأنّ كلمات الحياة تصل من خلال السماح لكلمة الله أن تحوّلهم. “العالم متعطش للكهنة القادرين على إيصال صلاح الرب لأولئك الذين عانوا من الخطيئة والفشل، للكهنة الخبراء في الإنسانية، للرعاة المستعدين لمشاركة أفراح وإرهاق إخوتهم، من الرجال الذين يتأثّرون عندما يسمعون صراخ المتألّمين”.

نلمس إنسانية يسوع في الإنجيل والقربان المقدّس، في حياة القديسين وأولئك الذين نقلوا الإيمان، وأيضًا من خلال أعمال الكتّاب العظماء الذين عرفوا كيف ينظرون إلى داخل الروح، مثل دوستويفسكي، “الذي في خضمّ الأحداث البائسة للألم الأرضيّ عرِف كيف يكشف جمال الحب الذي يخلّص”.

من هذا المنطلق، من المهمّ إذًا بالنسبة إلى الأب الأقدس ألاّ تُبعد الإكليريكية الإكليريكيين عن الواقع أو الأخطار أو غيرها، بل أن تجعلهم يقتربون أكثر من الله وإخوتهم. لا ينبغي أن تمنع جدران الإكليريكية قلوبهم من التوسّع، وتجعلهم شغوفين بما “يجمع” و “يفتح” و “يلتقي”. “حذارِ من التجارب التي تؤدي إلى الحميميّة العقيمة،” الروحانيات المُرضية “التي يبدو أنها تجلب العزاء، ولكنها تؤدي إلى الانغلاق والتصلّب”، وهي بحدّ ذاتها مظهر من مظاهر الإكليروسية، وهي ليست إلاّ “انحرافًا للكهنوت”. “وراء كل تصلّب تختفي مشكلة خطيرة لانّ التصلّب يفتقر الى الانسانية”.

حكمة الكهنة المسنين

أخيرًا، أراد البابا أن يعطي عدة نصائح حول الأبعاد الأربعة – الإنسانية والروحية والفكرية والرعوية – للتنشئة الكهنوتية. “لا تنأى بنفسك عن إنسانيتك، ولا تترك عالمك الداخلي ومشاعرك وعاطفتك على باب الإكليريكيّة”؛ في حالة حدوث أزمة ما، يجب ألا ننغلق على أنفسنا، بل على العكس، “التحدّث عن الأزمة هو أمر بشري”.

عسى ألا تكون الحياة الروحية سلسلة من الطقوس، بل حوار مع الله-الآب الذي يستطيع سماع كل شيء. كذلك، عسى ألاّ تصبح الليتورجيا وصلاة الجماعة “احتفالًا بأنفسنا”. وتابع: “إنّ الدراسات “تساعدك على الدخول بوعي وكفاءة في تعقيد الثقافة والفكر المعاصر”، فلا تخف منها، ولا تكن معاديًا لها. “بات ملحًا اليوم التعليم والمهارة والاستعداد للتحدث مع هذا العالم.”

أما في ما خصّ البعد الرابع والأخير للتنشئة، فحثّ قداسة البابا الإكليريكيين على التوجّه بحماس للقاء الأشخاص والعناية بجراحهم. وكرّر: “الكاهن الحقيقي لا يبتعد عن الشعب”.

فوق كلّ ذلك، حثّ البابا الإكليريكيين على الانفتاح إلى منشّئيهم والبحث أيضًا عن الكهنة المسنّين في أبرشيّتهم، هم من يتحلّون “بحكمة الخمرة الجيّدة” والذين يستطيعون أن يعلّموهم كيف يحلّون المشاكل الرعويّة. وختم: “كثير منهم منسيون أو في بيوت الراحة، اذهبوا لملاقاتهم، فهم كنز”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير