“بين القديسين يتحقّق شكل الإنسانية الأكثر نجاحًا وجمالاً”، هذا ما أكّده الكاردينال مارتشيلو سيميرارو، عميد مجمع دعاوى القديسين. وقال: “كلّ قديس هو لنموّ واتحاد جسد الكنيسة كلّه؛ كلّ قديس هو مدرك أنّ مهمّته هي رسالة الكنيسة”.
أجرى الكاردينال مقابلة طويلة مع الصحيفة الفاتيكانية لوسيرفاتوري رومانو باللّغة الإيطالية في 31 أيار 2021، وفيها فسّر آداء المجمع وتحدّث عن معنى القداسة وأهميّة القديسين في الكنيسة.
وأشار إلى أنّ القديسين هم “شخصيّات كاملة، يعيشون الشغف الإنسانيّ والمسيحيّ، يتعطّشون لعدل وحبّ الله والتضامن مع كلّ إخوتهم”. وفكّر: “إنّ المؤمنين يدركون بشكل بديهيّ مصداقية الإيمان بيسوع المسيح لدى القديسين وذلك من خلال سيرتهم الذاتية وحضورهم الدائم في الكنيسة”.
وتابع الكاردينال: “إنّ القديسين يشهدون إمكانيّة عيش الإنجيل. ليس فقط أولئك الذين تمّ تطويبهم أو تمّ تقديسهم، إنما أيضًا أولئك الذين يسمّيهم البابا “قدّيسي الباب المجاور” الذين يعيشون بالقرب منا “وهم يعكسون حضور الله”… في عالم لم يعد يبالي بآلام الآخرين”.
وقال: “إنّ قداسة “الباب المجاور” هي تلك التي يعيشها المسيحيون أينما كان في العالم، يشهدون لحبّ المسيح مخاطرين بحياتهم الخاصة، ومن دون أن يأخذوا في عين الاعتبار مصالحهم الخاصة”.
ذكر الكاردينال سيميرارو الإرشاد الرسولي “إفرحوا وابتهجوا” (2018) حيث كتب البابا فرنسيس أنّ القداسة تظهر “الوجه الأجمل للكنيسة”. أكّد العميد أنّه في هذه العقود الأخيرة، عاد تكريم القديسين إلى الصدارة في حياة الكنيسة التي تعترف بضرورة شهادتهم لجماعة المؤمنين”.
أشار الكاردينال سيميرارو إلى مثل الإنجيل، وأكّد أنّ “القديسين هم البذور الناضجة والتي تؤتي بثمار كثيرة”.