رفض البابا فرنسيس استقالة الكاردينال الألماني رينهارد ماركس لتحمّل مسؤوليته في إدارة الاعتداء الجنسيّ. أودى برسالة يوم الخميس 10 حزيران إلى رئيس أساقفة ميونيخ وفريسينج ردًا على استقالته التي كتبها في 21 أيار ونُشرت في 4 حزيران شارحًا فيها أسباب استقالته. وكان قد طلب رئيس الأساقفة من الأب الأقدس الاستقالة من إدارة الأبرشيّة الألمانيّة بسبب فضيحة الاعتداءات الجنسيّة في ألمانيا والاستجابة التي اعتبرها غير كافية من الأسقفيّة.
وبالعودة إلى وضع الكنيسة الكاثوليكية الألمانية في مواجهة التعدّي على القاصرين، كتب البابا: “شكرًا لك على شجاعتك المسيحية، التي لا تخشى أن تذعن أمام واقع الخطيئة الرهيبة. تولّي المسؤوليّة لحلّ الأزمة، شخصيًا وجماعيًا، هو السبيل المثمر الوحيد لأننا لا نخرج من الأزمة وحدنا بل من خلال الجماعة”.
وأنهى رسالته بهذه الكلمات: “إن كنت تميل إلى الاعتقاد بأنّه من خلال تثبيتك في رسالتك وعدم قبول استقالتك، فإنّ أسقف روما (أخوك الذي يحبّك) لا يفهمك، ففكّر بما شعر بطرس أمام الربّ عندما قدّم استقالته على طريقته: “ابتعد عنّي يا ربّ، فأنا رجل خاطئ” وكان جواب الربّ: “إرعَ خرافي!”
وكتب البابا في الرسالة: “على كلّ أسقف في الكنيسة أن يتحمّل المسؤولية وأن يتساءل: ما عساني أفعل أمام هذه الكارثة؟” أنا أوافقك الرأي عندما تصف هذا التاريخ الحزين للاعتداءات الجنسيّة وكيف واجهتها الكنيسة باعتبارها كارثة. إنّ إدراك هذا النفاق في أسلوب عيش الإيمان هو نعمة، والخطوة الأولى التي يجب القيام بها. لا يمكننا أن نبقى غير مبالين أمام هذه الجريمة. إنّ الصمت والإغفال وهيبة المؤسسات، يقود إلى الفشل الشخصي والجماعيّ ليس إلاّ”.
بالنسبة إلى البابا فرنسيس، بات ملحًّا كشف حقيقة الانتهاكات والأسلوب التي سارت به الكنيسة. “لن تنقذنا استطلاعات الرأي ولا سلطة المؤسسات. لن تنقذنا هيبة كنيستنا، التي تميل إلى إخفاء خطاياها، ولا نفوذ المال أو رأي وسائل الإعلام (التي نعتمد عليها كثيرًا). لن نخلّص أنفسنا إلاّ إذا فتحنا الباب لمن يستطيع أن يخلّصنا معترفين بخطايانا وباكين: “لقد أخطأت”، “لقد أخطأنا”…