Saint Peter and Paul: Supraśl - Museum of Icons

WIKIMEDIA COMMONS

جوهرية رسالة بطرس وبولس

«الرُّوحَ القُدُسَ يَنزِلُ علَيكم فتَنَالون قُدرَةً وتكونونَ لي شُهودًا في أُورَشَليمَ وكُلِّ اليهودِيَّةِ والسَّامِرَة، حتَّى أَقاصي الأَرض» (أع 1: 8)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

مقدّمة

نحتفل في التاسع والعشرون من يونيو من كل عام ككنيسة كاثوليكية بعيد القديسين بطرس وبولس الذين أطلق عليهم التقليد الكنسي” هامتا الرسل”. على مثال المسيح الذي صار رأسًا للكنيسة هكذا بقيادة هذين الرسولين صارا لنا كمؤمنين هامتا كل الرسل. ونرغب في مقالنا هذا أن نشير إلى سر الله، الذي كشفه ويكشفه لنا من خلال الرسولين بحسب التقليد الكتابيّ. كتابات العهد الجديد التي إغتنت برسائل بولس ورسالتي بطرس كشفت عن غنى ثمين ذو قيمة لنا نحن المؤمنين في القرن الحالي. وهذا نكتشفه أيضًا من خلال تقديم شخصية بطرس في إنجيل مرقس، الذي عاصر المسيح إلا إنه ليست لنا وثائق تؤكد إنه كان من أتباعه. مرقس هو المُبشر الذي دّوّنّ إنجيله بعد سماعه عظات بطرس وعاونه بتدوين رسالتيه لاحقًا(راج أع 1- 12؛ 1بط ؛ 2 بط). أما بالنسبة لبولس بخلاف ما يذكره عن نفسه في رسائله نجد هناك وصف خاص له من ما لوقا بسفر الأعمال الذي روّى فيه إهتدائه (راج أع 9)  ومسيرته التي بشر وسُجن، وأسس كنائس عدة في رحلاته التبشرية للمؤمنين من أصل يهودي ووثني معًا. نتتبع في هذا المقال بعض النقاط التي تكشف لنا الجديد عن السر الإلهي في رسالة هذين الرسولين: من أوّلية الإختيار من قِبل الرب لهم ومن قِبل الرسولين لاحقًا،

  1. أوّلية الإختيار

لقد بادّر الرب باختيار سمعان بطرس الذي يعتبر من تلاميذ الساعة بل اللحظات الأولى منذ خروج يسوع للحياة العلنية بعد ثلاثون عام قضاها في حياة خفية بالناصرة (راج مر 1: 16- 17). لقد منح يسوع منذ بداية خروجه للكرازة أوّلية الإختيار لتلاميذه وخاصة بطرس قائلاً: «  » (مت 16: 17- 18). هكذا صار بطرس ويُعتقد إنه كان الأكبر بين التلاميذ، فهو أوّل إختيار ليسوع كنواة الكنسية الأولى. ومن هنا تبع بطرس التلميذ معلمه، أحيانًا بكشف إلهي يفوق العادة كأحداث السير على الماء وكشف حقيقة يسوع الإلهية، … (راج مت 14: 24- 31؛ مت 16: 14- 16) وأحيانًا بالتعّرج البشري وكشف نقاط ضعف علاقة التلميذ بمعلمه (راجع عتاب بطرس ليسوع في مر 8: 32؛ وحدث الإنكار الثلاثي يو 18: 25- 27) .

أما بالنسبة لبولس الرسول الذي لم يلتقي بالمعلم مباشرة في حياته العلنية إلا إنه كان مُعاصراً له وهذا نعلمه من سرد لوقا بوجود شاول في وقت رجّم إسطفانوس (راج أع 7: 58). ومن ذات المنطق الذي إستخدمه الرب مع بطرس عاود إستخدامه مع بولس بالرغم من إختلاف الشخصيتين. على طريق دمشق حيث بادّر الرب به بعد أن دعاه باسمه وكشف له عن ذاته بشكل خاص ونجد أن قرار الرب لشاوّل هو: «فهذا الرَّجُلُ أَداةٌ اختَرتُها لكِي يَكونَ مَسؤولاً عنِ اسْمي عِندَ الوَثَنِيِّين والمُلوكِ وبَني إِسرائيل فإِنِّي سأُريه ما يَجِبُ علَيه أَن يُعانِيَ مِنَ الأَلَمِ في سَبيلِ اسْمي» (أع 9: 15- 16). إلا أن أوّلية إختيار الرب لبولس على طريق دمشق كانت في نفس وقت ذروة عنفه وإضطهاده لمَن يحملون إسمه، ككنيسة ناشئة (راج أع 9؛ 22). هذا بالنسبة لأوّلية إختيار الرب لكِلا الرسولين. أما إستجابة الرسل على إولوية الرب في إختياره لهما تم إثباته في حياتهما وفي إستشهادهما لأجل إسمه والذي ودَّدنا أن نُطلق عليه في النقطة  التالية، بداية النهاية.

  1. بداية النهاية

يروي لنا لوقا الإنجيلي بحسب سفر الأعمال، وهو الذي إهتدى للمسيحية عن طريق عظات بولس وسافر معه في بعض رحلاته الرسولية. وهذا نعلمه من إستخدامه لصيغة الجمع الغائب بسفر الأعمال حتى الإصحاح 16: 10. ومن 16: 11 بدأ يتحدث بصيغة الجمع مما يعني وجوده ضمن جماعة المبشرين المرافقين لبولس على مثال سيلا وبرنابا قبلاً. يروي لوقا في الإثني عشر الإصحاح الأولين خُطب بطرس الذي إختبر الحياة مع وفي المسيح بشريًا فقدم لنا شهادته بدون المعلم إذ بدأ هو في قيادة الكنيسة وصارت نقطة النهاية الأرضية ليسوع نقطة بداية لبطرس الذي رافق التلاميذ وبشر يهود ووثنيين بالمسيح القائم.  نتلمس الآن بداية النهاية، فقد بدأ يسوع بسر تجسده حتى صعوده اتمام مشيئة الله ويمكننا القول أن رسالته الأرضية إنتهت شكلاً، إلا إن الروح القدس، رافق عمل الإبن ففجر بداية جديدة مع ولادة الكنيسة من خلال عمله الحاضر في بطرس الذي وجد نقطة إنطلاقه في العنصرة وفي عظاته الجريئة (راج أع 1-12) التي كشف فيها عن سر معلمه القائم وعلى يديه كثيرين قبلوا الإيمان من يهود ووثنيين.

بولس الشهير برسول الأمم والذي دوّنَّ رسائله الثلاث عشر، وهن أوّل كتابات العهد الثاني. بدأ شاول زمنيًا بعد نهاية رسالة المعلم الأرضية. وقد تمحورت بشارته سواء في عظاته التبشيرية أثناء رحلاته الثلاث أم بكتابات إنجيله.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

د. سميرة يوسف

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير