“وحدها الكنيسة الحرّة تتحلّى بالمصداقيّة”، هذا ما أكّده البابا فرنسيس الذي حثّ المسيحيين لكي يكونوا “أحرارًا من الخبث ومتحرّرين من التقاليد الدينية التي تجعلنا جامدين وغير مرنين؛ أحرارًا من الروابط الملتَبَسة مع أصحاب السلطان والخوف من ألّا نُفهم ومن أن نُهاجَم”.
لمناسبة عيد الرسولين بطرس وبولس، شفيعي الفاتيكان وروما، في 29 حزيران 2021، احتفل البابا بالقداس الإلهيّ في بازيليك القديس بطرس وبارك الباليوم الذي سيوضع على 34 رئيس أساقفة متروبوليت تمّ تعيينهم في العام الفائت، بمن فيهم المونسنيور أوليفييه دي جيركاي الذي كان حاضرًا اليوم أثناء الاحتفال. وقال: “إنّ الرّاعي، الذي تحرّر من نفسه، بإعطاء حياته، يصبح أداة تحرير للإخوة. معنا اليوم وفد البطريركيّة المسكونيّة، الذي أرسله بهذه المناسبة الأخ العزيز برثلماوس: إنّ حضوركم العزيز معنا اليوم هو علامة ثمينة على الوَحدة في طريق التحرّر من الشك الكبير والمسافات التي تفرّق بين المؤمنين بالمسيح. شكرًا لحضوركم”.
شدّد البابا على التمثّل ببطرس وبولس مشيرًا إلى أنّ الكنيسة تنظر إلى هذين العظيمَين في الإيمان وترى رسولَين أطلقَا قوّة الإنجيل في العالم، فقط لأنّهما تحرّرا أوّلاً بلقائهما مع المسيح. هو لم يحكم عليهما، ولم يفرض عليهما المذلة، لكنّه شارك حياتهما بقربه منهما وبمودته، وأيدهما بصلاته نفسها، وفي بعض الأحيان، كان يدعوهما ليهَزَّهما ويحملهما على التغيير. تمنّى في عظته اليوم أن يكون المعمَّدون أحرارًا من رِياء المظاهر؛ أن نكون أحرارًا من التجربة التي تحملنا على فرض أنفسنا بقوّة العالم، بدلًا من الضعف الذي يفسح المجال لله أن يعمل فينا”.