“أشكرك بندكتس أيها الأب العزيز والأخ. اليوم، إنّه عيد يلمس قلوبنا جميعاً. فمنذ 70 عاماً، سيمَ البابا بندكتس كاهناً”: هذا ما قاله البابا فرنسيس البارحة في 29 حزيران 2021 خلال تلاوته صلاة التبشير الملائكي في عيد القدّيسَين بطرس وبولس، لمناسبة الذكرى السبعين على سيامة البابا بندكتس السادس عشر.
ومع التصفيق الذي علا في ساحة القدّيس بطرس، تابع البابا الأرجنتيني قائلاً: “إليكَ أيّها الأب والأخ، عطفنا وامتناننا وقُربنا… شكراً بندكتس الأب والأخ، شكراً لشهادتك الصادقة، شكراً لنظرتك التي توجّهها باستمرار نحو أفق الله: شكراً!”
ثمّ ذكّر البابا أنّ سَلَفه يعيش في دير Mater Ecclesiae في حدائق الفاتيكان، “وهو مكان يضمّ الجماعة المتأمِّلة هنا في الفاتيكان كي تُصلّي لأجل الكنيسة. وحاليّاً، إنّه هو مُتأمِّل الفاتيكان الذي يُمضي حياته مُصلّياً للكنيسة ولأبرشيّة روما التي هو أسقفها المتقاعد”.
في السياق عينه، حضّر المُقيمون في الدير المذكور داخل الفاتيكان، كما كتبت الزميلات في القسم الفرنسي، “مفاجأة” للبابا المتقاعد، بحيث أنّ كورس “راتيسبون” الذي تعلّم الإنشاد قرب أخيه حَضَر ليُنشد خلال الليتورجيا، وذلك بالتأكيد بدون عِلم بندكتس، كما شرح ذلك سكرتيره المونسنيور جورج غانسواين. “بالنسبة إلى بندكتس، المفاجآت تتعلّق دائماً بالليتورجيا… البابا المتقاعد يتذكّر يوم سيامته ويتذكّر الكاردينال فولهابر الذي تولّاها… وعلى الرغم من سنّه وحالته الصحّية، ما زال بندكتس يُتابع الاحتفال بالليتورجيا. إلّا أنّه للأسف لا يمكنه البقاء واقفاً أكثر من نصف ساعة. لذا يكتفي بالاحتفال بالقدّاس قرب المذبح على كرسيه المدولب، فيما أعاونه، وذلك كلّ يوم. جسديّاً، إنّه ضعيف جدّاً، لكن أحمد الله أنّ عقله ما زال يعمل بشكل ممتاز. للأسف، صوته ضعيف، ويصعب عليه التكلّم، لكنّه مرح دائماً، ويقول باستمرار: كلّ يوم أبدأ بالرب وأنتهي به. سنرى كم مِن الوقت سيدوم ذلك”.