دعا أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى التغلب على “ثقافة الانقسام والعنف”، أثناء تلاوة صلاته في مزار سيدة غوادالوبي، خلال زيارته إلى المكسيك لحضور السيامة الأسقفية للأسقف فيرمين سوسا رودريغيز، الذي عيّنه البابا فرنسيس سفيرًا بابويًا في بابوا غينيا الجديدة.
احتفل الكاردينال بارولين بالإفخارستيا على نوايا الأب الأقدس في كنيسة سيدة غوادالوبي في مكسيكو سيتي وصلّى بشكل خاص من أجل “السلام والمصالحة” في العالم، وعلى وجه الخصوص، في المكسيك. وأعلن الكاردينال أنه “بعون الله وحماية العذراء، يمكن التغلّب على ثقافة الانقسام والعنف، وإرساء ثقافة حقيقية للأخوّة والتضامن في القلوب وفي المجتمع”، قبل أن يضيف: “في الوقت نفسه، يسعدني أن أنقل إلى كل واحد منكم تحيات وبركات البابا فرنسيس، الذي يرافق باهتمام خاص ورعاية مسيرة الشعب المكسيكي”.
كما زار الكاردينال ضريح ماريان إيزامال في يوكاتان وقام بزيارة رسمية لرئيس المكسيك، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، بالإضافة إلى حصوله على وسام “الضيف المميز” من حكومة مكسيكو سيتي. وأمّا عن انطباعاته حول المكسيك فأجاب أمين سرّ حاضرة الفاتيكان: “إنه دائمًا … كيف أقول ذلك؟ شعور سعيد للغاية. هنا، عشت في آخر الثمانينيات، وبداية التسعينيات. لقد كانت تجربة جميلة جدًا من وجهة نظر إنسانية ودينية لأنني تمكنت من اكتشاف الإنسانية العظيمة التي يتحلّى به المكسيكيون وتديّنهم من خلال تفانيهم للسيدة العذراء مريم، سيدة غوادالوبي”.
أضاف الكاردينال أنه من وجهة نظر مهنية، كانت هذه” سنوات مهمة جدًا “بسبب التغيير الكبير الذي تضمنه الدستور المكسيكي مع الاعتراف بالكنيسة الكاثوليكية، وبداية العلاقات الدبلوماسية مع الكرسي الرسولي: “لهذا السبب أحتفظ بذكريات جميلة عن المكسيك في قلبي وأعود دائمًا إلى هناك بسرور وسعادة كبيرين”.
فيما يتعلق بالكنيسة المكسيكية، أعرب الكاردينال بارولين عن حدوث تغيير مهم منذ ذلك الحين، حيث تم فتح مساحات للحرية الدينية “لأنّ المشكلة لم تكن تكمن في تغيير القوانين فحسب، بل في تغيير العقليات”. واليوم، يعتقد الكاردينال أنه بالرغم من كل شيء، هناك قبول أكبر للكنيسة الكاثوليكية ومساحة أكبر للحرية الدينية: “يجب أن نستمر في السير بهذه الطريقة، لأنّ الحرية الدينية لا تؤذي أحداً. على العكس من ذلك، تساعد الحرية الدينية أيضًا كثيرًا من وجهة نظر مدنية. كما قال البابا يوحنا بولس الثاني، هذا هو المحور الذي تقوم عليه حقوق الإنسان بأكملها”.
تحدث أمين سرّ حاضرة الفاتيكان عن الوباء من خلال التوصية بـ “النظر إلى المستقبل بأمل والتفكير في الأجيال الجديدة”: أسمح لنفسي هنا أن أتحدّث عن ذكرى خاصة ودعاء صادق من أجل أطفال هذه الأرض المكسيكية. أفكر في عائلاتهم وأحبائهم، أفكر في التزام الكنيسة الكاثوليكية في هذا البلد بمرافقة أولئك الذين عانوا من المرض والوحدة وعدم اليقين في المستقبل، روحيًا وماديًا أيضًا. نحن مدعوون جميعًا لمواجهة هذا التحدي وأن نضع أنفسنا في خدمة الشعب للدفاع عن روح متجددة من التضامن الأخوي وتعزيزها”.
وختم الكاردينال بارولين: “أنا متأكد من أنّ العلاقات الجيدة القائمة بين الكرسي الرسولي والمكسيك ستساعد، في المستقبل أيضًا، على تعزيز ثقافة تهتم بحماية حقوق جميع المواطنين وقادرة على تعزيز مجتمع أكثر احترامًا، مرحّبًا ومتحدًا من أجل خير الجميع”.